نَسَبُ الحياةِ من نَفَسِ الله
يا ربَّ الأزمنةِ المتعاقبة، أنتَ لم تصنعْ الإنسانَ صدفة، بل على مثالِك ومِثالك، نقشتَه في سلسلةِ نسبٍ تبدأُ بك، ولا تنتهي إلا فيكَ.
يا من كتبتَ أسماءَ الآباءِ في سِفرك، واحدًا تلوَ الآخرِ، كأنك تعُدُّ أنفاسَنا وتُحصي أيامَنا، لكي لا يضيعَ أحدٌ من ذُريتك، ولا يُنسى اسمٌ من كتابِ الحياة.
من آدمَ إلى نوح، وكلُّ جيلٍ يسلِّمُ الروحَ لجيلٍ، وكلُّ عمرٍ ينتهي بصدى:
“وعاشَ… ثمَّ مات.”
إلا أنكَ، يا اللهُ، تُحيي الموتى، وتَذكرُ عهودَك عبرَ العصور. يا واهبَ الحياةِ وسيدَ التاريخ، اجعلني حلقةً نقيّةً في سلسلةِ النعمة، أعطني أن أعيشَ لا على اسمِ الزوال، بل على الرجاءِ الدائمِ.
لا تسمح أن تمرَّ أيامي كرقمٍ صامتٍ، بل كنبضةِ نورٍ في كتابِك، كأثرِ محبّةٍ، كصوتِ صلاةٍ، كاسمٍ يُلفَظُ في حضرتِك بفرحٍ.
ذكِّرني، يا ربُّ، أن نسبي ليس فقط من دمٍ ولحم، بل من روحِكَ، من نفخةِ فمِك، وأن هدفي ليس القبر، بل الرجوعُ إليكَ، حيثُ تُكتَبُ أسماءُ الأحبّاءِ بالنورِ لا بالفناء.
آمين.