دخولُ الفُلكِ: عبورُ الطاعة وسط الطوفان
“فَدَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ… كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ” (تكوين 7:7، 16)
يا إلهَ العهودِ والأبوابِ المغلقة، ها نوحٌ يدخلُ الفُلكَ، لا هاربًا من المطر، بل طائعًا لِنداءِكَ السريّ،
داخلًا لا بسلاحٍ، بل بثقةِ الإيمان، حاملًا معهُ البشريّةَ في بذرٍ صغيرة، إلى حضنِ خلاصِك.
الماءُ يصعدُ، والغضبُ يهبّ، لكن يدَكَ وحدَها تُغلقُ الباب، أنتَ الحارسُ، لا الخشبُ. أنتَ الذي تغمرُ الأرضَ لا بالهلاكِ وحده، بل بالتطهير.
يا ربّ، الفلكُ لم يكن خُرافة، بل سرًّا، شبيهًا بالصليب، خشبةٌ ترفعُ الحياةَ فوق المياهِ المميتة، علامةٌ بأنك لا تُفنينا، بل تخلقُ من جديد.
يا من أغلقَ البابَ على نوحٍ بيدِه، إغلقْ على قلبي بابَ الخوف، وافتحْ لي نافذةَ الرجاء. حين تفيضُ التجاربُ، وحين تصرخُ الأرضُ بالهلاك، أعطني أن أدخلَ فُلكَ نعمتِكَ، وأحملَ معي وجوهَ الذين أُحبُّهم، وأصلّي لأجل من لم يعرفوا بعدُ طريقَ الخلاص.
علّمني أن أثقَ بفُلكِ وصاياك، أن أبني بالصبر، أن أنتظر بالماء، أن أسبحَ وسط الضجيجِ بالصمتِ، وأُصدّقَ أنك ستُعيدُ ترتيبَ الأرض، وترسمَ قوسَ السلامِ من جديد.
آمين.