خلق الإنسان، وعطية الفردوس، وشركة المحبة
يا مَن أكملْتَ عملَ يديكَ بالحُبّ، واستَرحتَ لا من تعبٍ، بل من كمال، باركتَ الزمانَ في سابعِه،
وأقمتَ الراحةَ عهدًا أبديًّا… لك المجدُ يا خالقَ السلام!
“استراح الله”…
ليس استراحةَ مُرهَقٍ من تعب، بل راحةُ فنّانٍ رأى لوحته كاملة، نظر، وفرح، وسكنَ في عمله!
هكذا تُعلّمنا يا رب، أن الراحة ليست في الهروب من العمل، بل في الاتحاد بكَ في كل ما نصنع.
يا ربّ الراحة، علّمني أن أجدك في مساء كل يوم، وفي هدوء القلب، وفي سكون الروح،
حيث كل تعب يصير لقاءً بك. آمين.
من تُرابٍ نسجتَني، لكنك لم تتركني ترابًا! نفختَ فيّ نسمةً منك، فصرتُ حيًّا، روحًا، ابنًا!
أنا حفنةُ ترابٍ محمولة على أنفاسك!
يا نَفَسَ الله، إن نسيتُ أنني مخلوق من تراب، ذكّرني بتواضعي. وإن نسيتُ أنك فيّ حيّ، ذكّرني بكرامتي فيك! آمين.
غرسْتَ لي جنة، وأقمتَني فيها بلا عناء، كلّ شجرة بهاءٌ، كلّ نهرٍ يغنّي، والوسطُ شجرتان: الحياة، والمعرفة. يا للعطية! ويا للامتحان!
يا من غرستَ لي جنةً، ساعدني أن أطلب شجرة الحياة لا شهوة المعرفة،
وأن أحفظ الوصيّة لا طمعًا بل حبًّا، وأن أعمل جنتي لا كعبد بل كابن. آمين.
خلقتَني اجتماعيًّا، لا وحدانيًّا، في حضرة الآخر أكتشف صورتي، وفي شراكة المحبة أتحقّق!
هي عظمٌ من عظامي… ولحمٌ من لحمي، هي أنتَ في مرآة مختلفة!
يا خالق الشراكة، بارك كل علاقة تُقيمها بروحك، واجعلنا جسدًا واحدًا في المحبة،
ولا تدعنا نُعاني الوحدة حيث دعوتَنا إلى اللقاء. آمين.
قبل أن ندخل ثيابَ الخوف، كنا نلبس النور، ونمشي في البراءة، نراك كما أنت، ونُرى كما نحن.
يا لسذاجة الطهارة! يا لحريّة من لا يعرف الخجل، لأنّه لا يعرف الخطيئة!
يا ربّ البداية والنهاية، أعدْنا إلى جنتك في قلبك، إلى نقاء العُري أمامك، إلى صدق العلاقة معك ومع الآخر، فنصير من جديد: “نفسًا حيّةً” فيك. آمين.