الإنترنت:”هيرويين” إلكتروني
يخطف مستخدمه ويسلخه عن مجتمعه وعائلته
أعراض إدمان الإنترنت:
إدمان الإنترنت يعرف بأنه حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للإنترنت يؤدي إلى اضطرابات إكلينيكية يستدل عليها بوجود المظاهر التالية:
– التحمل: أي الميل إلى زيادة ساعات استخدام الإنترنت؛ لإشباع الرغبة نفسها التي كانت تشبعها من قبل ساعات أقل.
– الانسحاب: أي المعاناة من أعراض نفسية وجسمية عند انقطاع الاتصال بالشبكة، ومنها التوتر النفسي الحركي (حركات عصبية زائدة)، والقلق، وتركز التفكير بشكل قهري حول الإنترنت وما يجري فيها، وأحلام وتخيلات مرتبطة بالإنترنت، وحركات إرادية، ولا إرادية تؤديها الأصابع مشابهة لحركات الأصابع على الكمبيوتر، والرغبة في العودة إلى استخدام الإنترنت لتخفيف أو تجنب أعراض الانسحاب، إضافة إلى الميل إلى استخدام الإنترنت بمعدل أكثر تكراراً،أو لمدة زمنية أطول تتجاوز ما كان الفرد يخطط له أصلاً.
كما أن من أعراض إدمان الإنترنت، بسبب مواصلة استخدام هذه الخدمة حدوث مشكلات جسمية،أو اجتماعية، أو مهنية، أو نفسية دائمة، أو متكررة، تنتج في الأساس بسبب الاستخدام المبالغ فيه للشبكة مثل: السهر، الأرق، مشكلات زوجية، آلام الظهر والرقبة، التهاب العينين، التأخر عن العمل الصباحي، إهمال واجبات ومواعيد العمل، إهمال حقوق الأقارب والأصدقاء.. إلخ.
إضافة إلى ذلك فإن إدمان الإنترنت، أدى بالبعض إلى فقدان علاقات اجتماعية جوهرية، أو إهدار فرص الترقية، وتحسين الوضع الوظيفي بسبب الانشغال به، فيما يلجأ البعض إلى الكذب، وخداع أفراد الأسرة، أو الطبيب، أو أي شخص آخر؛ لإخفاء مقدار التورط، والتعلق الشديد بالشبكة، بينما يلجأ البعض إلى استخدام الكمبيوتر كأسلوب للهروب من المشكلات، وتخفيف سوء المزاج الذي يعانيه الشخص مثل: الشعور بالعجز، أو الذنب، أو القلق، أو الاكتئاب.
إدمان الأطفال للإنترنت:
أما عن تأثير الاستخدام السيئ للإنترنت على الأطفال، فيقود إلى اضطراب وتغير عادات النوم لدى الأطفال، ناهيك عن المشكلات الدراسية، وتدني المستوى التحصيلي لدى الأطفال. كما أن الاستغراق في الإنترنت يؤدي إلى توقف الأطفال عن ممارسة الهوايات، والأنشطة الأخرى المحببة لديهم، في حين يمتنع أطفال آخرون عن التنزه، ومقابلة الأصدقا، والانضمام إلى الحلقة الأسرية، كما يصاب بعض الأطفال بنوبات غضب وعنف عند محاولة وضع حدود وضوابط لاستخدام الشبكة من قبل الوالدين، أو يتحايل بعضهم للدخول إلى الشبكة من دون علم الوالدين أو تحدياً لهم.
مجالات الاستخدام الأكثر شيوعاً بين المدمنين:
يمكن تصنيف إدمان الإنترنت بناء على مجالات الاستخدام إلى أربعة أصناف:
– الإدمان الجنسي: إن الانتشار السريع والمتجدد للمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت كان له دور رئيسي في هذا النوع من الإدمان. ولا يقتصر الإدمان الجنسي على دخول المواقع الإباحية على الإنترنت، بل يتعدى ذلك إلى إمضاء أوقات طويلة في بعض غرف الحوارات Chat Rooms في أحاديث جنسية مع مستخدمين آخرين، أو تبادل صور، أو عناوين لمواقع إباحية على الإنترنت.
– إدمان الحوارات: ويكون ذلك إما عن طريق الدخول في غرف الحوارات Chat Rooms أو عن طريق البريد الإلكتروني. وبغض النظر عن نوعية الأحاديث المتبادلة من خلال هذه الغرف، فإن كثيراً من المستخدمين يقضون أوقاتاً طويلة تكون على حساب التزامات شرعية واجتماعية.
– الألعاب الإلكترونية: ويضم هذا الصنف الاستخدام المكثف للألعاب الإلكترونية الموجودة على شبكة الإنترنت، كما يشمل كذلك لعب القمار والدخول إلى مواقع (الكازينوهات التخيلية) والتي تمكن المستخدمين من اللعب مع آخرين كما لو كانوا في كازينو حقيقي.
– الإفراط المعلوماتي: إن لكثرة المعلومات وتنوعها على شبكة الإنترنت دوراً في إفراط بعض المستخدمين في تصفح المواقع المختلفة على الشبكة، وقضاء وقت طويل في التنقل من موقع لآخر بدون هدف.
سلبيات الإدمان:
مشاكل صحية:
يتسبب الإدمان في اضطراب نوم صاحبه؛ بسبب حاجته المستمرة إلى تزايد وقت استخدامه للإنترنت؛ حيث يقضي أغلب المدمنين ساعات الليل كاملة على الإنترنت، ولا ينامون إلا ساعة أو ساعتين حتى يأتي موعد عملهم أو دراستهم، ويتسبب ذلك في إرهاق بالغ للمدمن، مما يؤثر على أدائه في عمله، أو دراسته، كما يؤثر ذلك على مناعته؛ ويجعله أكثر قابلية للإصابة بالأمراض، كما أن قضاء المدمن ساعات طويلة دون حركة تذكر يؤدي إلى آلام الظهر وإرهاق العينين، ويجعله أكثر قابلية لمرض النفق الرسغي (carpal tunnel syndrome) .
مشاكل أسرية:
يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت، وقضائه أوقاتاً أطول، في اضطراب حياته الأسرية؛ حيث يقضي المدمن أوقاتًا أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه.
Discussion about this post