الانتحار عبر الإنترنت!
جاء في تقرير بثته وكالة رويترز العالمية للأنباء أخيرا، أن سبعة يابانيين شبان في مقتبل العمر قد أقدموا على الانتحار، وكان الشيء المشترك بينهم إدمانهم للإنترنت. كما أشار التقرير إلى ظاهرة جديدة بدأت في الانتشار في الآونة الأخيرة في اليابان وفي دول أخرى في الغرب، هي ظاهرة الانتحار عبر الإنترنت، حيث سجلت اليابان وحدها عدد حالات انتحار معظمها بين الشباب الذين تعارفوا من خلال برامج المحادثة أو غرف الدردشة.
انتشرت ظاهرة الانتحار عبر الإنترنت من خلال دعوات يبعث بها الشباب يحثون فيها الآخرين على الاقدام على الانتحار، وقد اتضح أن عدداً من اليابانيين الذين يعانون من الاكتئاب والذين يتراسلون عبر الإنترنت قد قرروا أن يضعوا حداً لمشاكلهم النفسية وذلك بالتخلص من حياتهم بالانتحار الجماعي.
وقد دفعت هذه الظاهرة عدداً من شركات الاعلانات والدعاية إلى تقديم العديد من النصائح والارشادات والمساعدات للشباب الذين يدخلون الى المواقع الموجودة على شبكة الإنترنت وتشجيع الشباب على عدم الاشتراك في حفلات الانتحار الجماعي.
وعلى أثر الضجة التي أثارها انتشار ظاهرة الانتحار عبر الإنترنت في اليابان اقترح أطباء نفسيون أن يكتب الشباب الذي يعاني من الاكتئاب مذكراتهم وتجاربهم الفاشلة التي دفعتهم إلى التفكير في الانتحار، ولقد وجد الأطباء بعد تحليلهم لبعض هذه المذكرات والتجارب الفاشلة أنه من المنتظر ان يتزايد عدد حالات الانتحار الجماعي عبر الإنترنت في الأعوام التالية نتيجة ارتباط التقنية بالمشاكل التي يعاني منها الشباب، الأمر الذي جعل بعض الأطباء يقومون بإنشاء مواقع على الإنترنت يحللون فيها للآباء والأمهات الحالات النفسية التي قد تدفع الشباب الصغير إلى الاقدام على الانتحار.
وجاء في تقرير رويترز، أن حالات الانتحار عبر الإنترنت تحولت إلى ظاهرة في العالم في أوائل عام 2003. وأن حوالي 34 شخصاً أقدموا على الانتحار بهذه الطريقة التي انتشرت في اليابان أكثر من انتشارها في بقية أنحاء العالم.
ثقافة الانتحار:
تشير احصاءات المعهد الوطني للصحة في مقاطعة كيبيك الكندية، الى ان نسبة الانتحار في المقاطعة تحتل المرتبة الثالثة في سلم الانتحار العالمي للذكور والمرتبة السادسة للإناث، وان معدل الانتحار تزايد في المقاطعة الكندية كيبيك بين العامين 1976 و2001 من 14.8 حالة انتحار لكل ألف مواطن الى 19.1 .
في المؤتمر العالمي للتدخل ضد الانتحار الذي عقد في مونتريال وحضره باحثون وخبراء من مختلف الجنسيات، كشفت الخبيرة دانيال سانت لوران عن أن ضحايا الانتحار في اوساط الشباب في مقاطعة كيبيك الكندية هم ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 سنة بلغ عددهم 1334 ضحية في عام 2001 . وتساءلت الباحثة عن البواعث الحقيقية الكامنة خلف ثقافة الانتحار وارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عنها في بعض البلدان مثل كندا وايرلندا ونيوزلندا وانخفاضها في الدول الاسكندنافية وبريطانيا والولايات المتحدة مع انها على الدرجة نفسها تقريبا من الرقي الاجتماعي والازدهار الاقتصادي.
ولمحت الباحثة في معرض دراستها لانتشار حالات الانتحار بين مواطني مقاطعة كيبيك الكندية، الى ان المنتمين الى مجموعات ثقافية أخرى متعددة الاثنيات مثل الشباب العرب والمسلمين من الجنسين خارج ثقافة الانتحار، حيث لا تشير الاحصاءات إلا إلى عدد ضئيل من حالات الانتحار بينهم لا تكاد تذكر. وأرجعت الباحثة ذلك الى ان شباب العرب والمسلمين ربما يكونون محصنين بنظام مناعة عائلي مستقر وبروادع دينية وأخلاقية واجتماعية تجعلهم في منأى عن التفكير في الانتحار.
وفي بحث لمدير معهد الابحاث والتدخل ضد الانتحار في استراليا ديجو دي ليو ألقاه في المؤتمر، جاء فيه ان البرامج المعتمدة حاليا في عدد من البلدان التي تتكاثر فيها حالات الانتحار مثل استراليا وفنلندا والسويد لم تصل الى تحقيق ما خططت له من تخفيض معدل الانتحار بنسبة 20% في عام 2003، الأمر الذي يستدعي ـ على حد قوله ـ اعادة النظر في تلك البرامج، مشيرا الى تزايد تعقيدمشكلة الانتحارإزاء فشل برامج المعالجات النفسية المعتمدة في عدد من البلدان التي تتكاثر فيها حالات الانتحار مثل كندا وأستراليا وفنلندا والسويد، أوضح الباحث الأسترالي دجو دي ليو مدير معهد الابحاث والتدخل ضد الانتحار بأستراليا في بحثه المقدم الى المؤتمر العلمي للتدخل ضد الانتحار الذي عقد في مقاطعة كيبيك، الكندية، أن من السهل معالجة مرض الاحباط في حين أن الواقع يؤكد لنا أننا عجزنا بالفعل عن معالجة الانتحار وبواعثه التي يصعب حصرها، كالمشكلات العاطفية والبطالة والفشل الدراسي وتعاطي المخدرات والكحول وادمان القمار، مؤكداً أن نحو 80% ممن يقدمون على الانتحار ينجحون في تحقيق رغبتهم.
وقال الباحث بريان ميشارا إن برامج التدخل ضد الانتحار في العيادات الخاصة لا تزال قادرة على انقاذ حياة الكثير من الشباب والمراهقين، مشيراً إلى أن الاخفاقات في مواجهة حالات الانتحار يجب ألا تمنع الباحثين من البحث عن مبادرات أخرى بروح متفائلة.
واقترح الباحث ميشارا بعض الحلول خارج نطاق المعالجات التقليدية كطرح بعض الأدوية والمهدئات العصبية في الصيدليات وبيعها من دون وصفات طبية بالاضافة إلى بناء الحواجز المرتفعة فوق الجسور وفي الأماكن المكشوفة على الأنهار، فضلاً عن تكثيف حملات التوعية وتعميمها على المنتديات الشبابية ومنظمات البحث المدني وعبر وسائل الاعلام خاصة التلفزيون والإنترنت.
من أهم الدراسات في المؤتمر دراسة عن دور وسائل الاعلام قدمها كيت هيوتن مدير مركز الأبحاث في قسم العلوم النفسية في جامعة أكسفورد، مشيراً فيها إلى تهاون التلفزيون في تصديه لظاهرة الانتحار من حيث قيامه ببث مشاهد تصور تناول بعض الشباب كميات كبيرة من العقاقير أو القاء أحدهم بنفسه أمام عجلات القطار، ومحذراً من أن ردود الفعل على هذه المشاهد ساهمت في زيادة حالات الانتحار بنسبة 15%.
أوصى المؤتمر بضرورة إنشاء مواقع خاصة على شبكة الإنترنت مناهضة لثقافة الانتحار على غرار موقع أنشأه الرئيس الأميركي جورج بوش عام 2002 وبلغت تكاليفه 6.1 مليون دولار سنوياً بهدف تدارك تعرض المراهقين من الشباب الأميركي ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و20
عاماً (3 ملايين) لخطر التفكير بالانتحار أو الاقدام عليه.
انتحار علي الهواء
‘أبشروا.. لقد نجح صديقي في قتل نفسه’.. لم تكن هذه عبارة ضمن مشهد من فيلم أو جملة في قصة خيالية.. لقد قالتها احدي عضوات ‘جمعية المنتحرين علي الانترنت’ ابتهاجا بالنجاح والانتصار وذلك فور نجاح صديقها في تنفيذ خطته التي اعلن عنها عبر أحد مواقع الانترنت لقتل نفسه حيث كانت صديقته تتابع عملية انتحاره لحظة بلحظة بالصوت والصورة!. بدأ الأمر عندما تعرض ‘باتريك مارك’ البالغ من العمر 17 عاما لصدمة عاطفية شديدة اثرت فيه لدرجة انه شعر ان حياته لاتساوي شيئا وان الموت هو أفضل الحلول.. وكان ‘باتريك’ قد سمع من أحد أصدقائه عن بعض المواقع التي تمكن الشخص من التخلص من حياته بأبسط الحلول بل وتجمع أيضا أفرادا كثيرين يعانون من نفس المشاكل للتعارف وتشجيع بعضهم البعض علي الانتحار وبالفعل توصل الي احد هذه المواقع ومن خلاله توصل الي مجموعة المنتحرين وهم مجموعة من الشباب والفتيات الذين يشجعون الأشخاص البائسين علي الانتحار بل ويراقبونهم بالصورة والصوت عبر الانترنت اثناء قيامهم بعملية الانتحار لحظة بلحظة.. أعجب الشاب بذلك الموقع كثيرا فهو ملاذه اليومي الذي وجد فيه ضالته المنشودة حيث كان يبحث عمن يشجعه على نقل هذه الفكرة من مجرد كونها رغبة الي قرار ثم فعل وتعلم الكثير من خلال هذه المجموعة عن أحسن الطرق لقتل نفس وأقلها ايلاما واسماء العقاقير السامة ومقدار الجرعة القاتلة.. بعد مرور عدة أيام اعلن ‘باتريك’ عن أدق تفاصيل خطته وأطلقها ليطلع عليها أعضاء المجموعة وتطوعت احدي العضوات لتكون مساعدته أثناء تنفيذ عملية الانتحار لتشجيعه وتشد من أزره وتقطع عنه خط التراجع.. وبالفعل ظلت تتابعه لحظة بلحظة عن طريق الكمبيوتر وتراقب تنفيذ المراحل الدقيقة للعملية مؤكدة علي ضرورة الالتزام الدقيق بالتعليمات التي ستعطيها له وهي ‘في البداية عليك ان تتناول مقدار ‘…..’ من العقار ‘….’ الذي يفقد المخ قدرته علي المقاومة والآن ابدا في تناول العقار بالطريقة التي سوف اذكرها حتي لا تشعر بالقرف من طعم السم!.. وطوال وقت تنفيذ العملية كان أعضاء المجموعة ما بين مشجع ومترقب ومكذب.. احدهم يقول: لا لا لن يستطيع قتل نفسه.. انه لايزال طفلا وسيخاف في اللحظة الأخيرة.. ويرد عليه عضو آخر يقول: لقد قرأت الصدق في كلماته وهو عضو جديد في مجموعتنا وهو يشعر بألم حقيقي بسبب فقدان صديقته ولذلك أعتقد أنه سينفذ الفكرة.. وآخر يردد: نتمني لك حظا سعيدا في حياتك الأخري!.. ويسأل شخص آخر زميلته التي تطوعت لمتابعة ‘باتريك’: ماهي الأخبار؟!.. وترد عليه قائلة: لقد كان معي الآن بصورته عبر الكاميرا وقد بدأ فعلا في تناول جرعة السم.
مراهنات
وسرعان ما تحولت ‘مجموعة المنتحرين’ الي ساحة للمراهنات ووصلت قيمة المراهنات الي مائة دولار للعضو علي حياة الفتي المراهق.. ورغم اختلاف الجميع حول مدي صدق رغبة الشاب في الانتحار الا انهم جميعا اتفقوا علي شيء واحد وهو عدم محاولة انقاذه او ابلاغ الشرطة بل وحتي الابتعاد عن أي سلوك من شأنه ان يعكر صفو رحلة الانتحار هذه! فهذه أهم مباديء الانضمام لتلك المجموعة.. وتستأنف الفتاة المتطوعة نقل الأخبار قائلة: منذ قليل قام ‘باتريك’ بارتداء كيس بلاستيك في رأسه لتكتمل عملية الانتحار.. وبعد لحظات من الصمت الرهيب الذي خيم علي جميع أعضاء المجموعة احتراما منهم لهذه اللحظة المقدسة، تقطع الفتاة هذا الصمت وتطلق صيحتها ابتهاجا بانتحار عضو جديد من أعضاء المجموعة قائلة: ابشروا لقد نجح صديقي في قتله نفسه!.. وتشق تلك الكلمات سكون غرفة المجموعة لتنطلق الصيحات المبتهجة لنجاح تلك المهمة، وتصل والدة ‘باتريك’ بعد عدة دقائق الي بيتها لتجد أبنها ميتا ولكنه مازال دافيء الجسم، ويتم التعرف علي الفتاة المتطوعة من الرسائل الموجودة علي الانترنت والتي ساعدته في تنفيذ مهمة الانتحار من خلال الانترنت ولكن لا أحد يستطيع اثبات الجريمة ضدها! النهاية! ولاتزال تلك المجموعات تبث سمومها حتي هذه اللحظة ولاتزال القوانين والجهات الأمنية عاجزة عن وقف محاولات الانتحار التي تتم عن طريق الشبكة بمساعدة اعضائها وكأن الجميع اقتنع بالمنطق الذي يتبناه اعضاء تلك المجموعات قائلين: إن اردتم ان تحاكمونا فحاكموا الحبال والسكاكين ايضا! وقريبا سيأتي الوقت الذي نشهد فيه تنافسا محموما بين شركات تشجيع لاستقطاب الراغبين في قتل أنفسهم وليس مستبعدا ان تشاهد اعلانا جذابا يقفز الي شاشة الكمبيوتر فيه صورة لبعض الأشخاص يشنقون أنفسهم تزينهم عبارة مضيئة تقول ‘انتحر معنا مرة.. تحصل علي الأخري مجانا‘.
انتحار مشترك!
قام الأب اللبناني بزيارة ابنه الشاب في شقته ببيروت.. وكانت المفاجأة.. وجد الأب ابنه جثة هامدة ترقد وسط غرفة المعيشة وبجواره جثة اخري لسيدة في الثانية والثلاثين من عمرها.. سقط الأب مغشيا عليه من فرط الصدمة وعندما افاق اتصل بالشرطة والتي سارعت الي مكان الحادث، وعندما ادلي الأب بأقواله أخبرهم بانه لايعرف هوية السيدة التي وجدت جثتها بجوار جثة ابنه، واضاف ان ابنه كان يعاني من حالة اكتئاب منذ حوالي ثلاثة شهور وهذا بعد انفصاله عن خطيبته وانه لم يكن يفارق منزله حيث كان دائم الانشغال بدخوله علي الي شبكة الانترنت وكان والده يزوره بين الحين والآخر، وفي زيارته الأخيرة وجده جثة هامدة مع عدم وجود أي آثار للعنف داخل الشقة أو حتي نقطة دماء واحدة من الجثتين. الأمر أصبح لغزا غريبا حتي اكتشف رجال الطب الشرعي سبب الوفاة الحقيقي وهو وجود بقايا وآثار مادة ‘سيانيد البوتاسيوم’ السامة في جثتي الشاب والسيدة وكشفت تحريات الشرطة ان هذه السيدة وتدعي ‘ريدا السالمي’ 32 سنة متغيبة عن منزلها منذ يومين قبل العثور عليها قتيلة وقد ابلغ اهلها عن غيابها وقالت اخت ‘ريدا’ انها كانت في حالة فظيعة منذ حوالي خمسة أشهر وكانت تعاني من اكتئاب نفسي شديد وكانت دائمة الدخول الي مواقع الانترنت وخاصة موقع غريب للدردشة حيث كانت تتكلم مع أحد الأشخاص ويدعي ‘غسان’ الشاب المتوفي لفترات طويلة جدا وعندما كانت تسألها أختها عنه كانت تصرخ في وجهها بعصبية وتخبرها بأنها ليس لها شأن بأي شيء ومنذ ذلك اليوم صار الغموض يحيط ‘ريدا’ الي ان اختفت ذات يوم ولم تعد. ظلت هذه القضية لغزا لم تستطع الشرطة اللبنانية ان تجد له حلا الي ان توصل احد خبراء الانترنت الي موقع الدردشة الذي كان يصل بين ‘ريدا وغسان’ وبعد الدخول الي هذا الموقع اكتشفت الشرطة انه موقع للدردشة ولكنه غريب للغاية حيث انه يقوم بالتقريب بين من يعانون من الاكتئاب ولديهم رغبة في الانتحار وهذا الموقع المخيف يقوم باستقطاب الأشخاص عن طريق اعلانات تنتشر على صفحات الانترنت وملخص هذا الاعلان هو ‘اذا كنت تعاني من مشاكل عاطفية أو مشاكل نفسية وتريد ان تتحدث الي صديق أو صديقة ادخل الي موقعنا…! وتوالت المفاجآت في هذه القضية حيث تم اكتشاف مصدر المادة السامة التي استخدمها هذا الشاب والسيدة في الانتحار وهي مادة ‘سيانيد البوتاسيوم’ السامة، وتبين ان هذا الموقع يقوم بتسهيل عملية الانتحار وذلك من خلال بيعه للمواد السامة عن طريق ارسال قيمة هذا المادة عبر حساب بنكي أو بطاقة فيزا ويتم توصيل المادة الي الشخص الذي يريد أن ينتحر في أي مكان يريد وهذا ما فعله ‘غسان’ حين تعرف علي ‘زيدا’ عبر هذا الموقع وتبادلا الحديث وحول أسباب اكتئابهما حيث كان غسان يعاني من صدمة عاطفية وكانت ‘ريدا ايضا تعاني صدمة عاطفية ولكن لسبب آخر وهو عدم دخولها الي اي علاقة عاطفية حتي وصلت الي هذه السن دون ان يكون لها علاقة بأي شخص، واتفق غسان مع ريدا علي اللقاء الأخير بينهما وبعد ان حصل غسان علي مادة ‘سيانيد البوتاسيوم’ وقاما بالانتحار.. اكتشفت الشرطة اللبنانية انها امام كارثة حقيقية علي هيئة موقع. بشبكة الانترنت وبدأت بتوعية المواطنين عن طريق الصحف بوجود مثل هذه المواقع علي شبكة الانترنت وانها مواقع خطيرة تهدد امن وسلامة المواطنين وحذرت اي شخص بالتردد عليها حتي لا يلاقي مصير ‘غسان وريدا‘.
صرخة فزع!
وفي اليابان اطلقت السلطات الأمنية صيحة فزع ازاء انتشار ظاهرة انتحار الشباب عبر الانترنت واحصت السلطات مالا يقل عن عشرين حالة انتحار بتلك الطريقة ووفقا لما اوردته وكالة اسوشيتد برس تأكدت السلطات ان شابا وفتاة يابانيين كانا يتواعدان علي شبكة الانترنت وبعد فترة انتحر الاثنان بمنادة ‘سيانيد البوتاسيوم’ وتم ذلك بعد زياراتهما المتعددة لأحد المواقع التي تشجع علي الانتحار وتبين ان الشاب ‘سالومي’ كان يعاني من عدة مشكلات مع عائلة ادت الي هروبه من المنزل واقام عند احد اصدقائه وقد قال صديقه بعد الحادث ان ‘سالومي’ كان شابا هادئا ومحبا للطبيعة ومتفائلا بطبعه.. لكنه بعد هروبه من المنزل كان يتحدث كثيرا عن رغبته في الانتحار وكان يتردد علي المواقع التي تشجع علي الانتحار وبتقسيم هذا الموقع الي عدة غرف ‘Rooms’ يحتوي كل منها علي اعضاء مختلفين فأحدها للذين يعانون من الأزمات العاطفية والأخري للذين يعانون من المشاكل العائلية والبعض الأخر للمرضي النفسيين ويقوم ذلك الموقع بين الشباب والفتيات ويشجعهم علي الانتحار بل ويعرفهم علي الأساليب المختلفة للانتحار حتي يكون لهم مطلق الحرية في اختيار الوسيلة التي تناسبهم واضاف ان سالومي كان يدخل علي الغرفة الخاصة بالمشاكل العائلية وتعرف علي الفتاة ‘سيوكو’ والتي كانت تعاني من مشكلة مماثلة وكان الاثنان يتكلمان مع بعضهما لساعات طويلة واعتقدت ان حالة ‘سالومي’ بدأت تتحسن حيث كان يبدو عليه الفرح اثناء حديثه مع هذه الفتاة، ولكن لم اكن اتوقع ان تكون نهايتهما هكذا وان يؤدي بهم هذا الموقع الي الانتحار مع بعضهم واني ارجو من المختصين من هذا المجال بان ينتبهوا الي مثل تلك المواقع التي تضيع حياة الشباب والفتيات بكل سهولة ودون ان يكون هناك مواقع مضادة تحث الشباب والفتيات علي البعد عن تلك المواقع والانتجاه الي مواقع الدردشة العادية والتي يمكن ان يفرغ فيها الشاب شحنة الغضب والاكتئاب الموجودة بداخله..
وبدأت الظاهرة في جلب الاهتمام بها اكثر من أي وقت سابق، وتنامت دعوات من رجال السياسة في الأونة الأخيرة لغلق او تعديل موضوعات ومحتويات المواقع التي عادة ما يرتادها أولئك الشباب حيث ان تلك المواقع تسمح بالدخول الي بوابات للدردشة يجد فيها مرتادوها وسيلة للاعتراف بنيتهم في الموت ومن ثم تبادل التجارب والأفكار حول الوسيلة الانجح لتحقيق ذلك الهدف كما تعرض بعض المواقع لائحة مبيعات تعرض بالتفصيل مواد سامة واجهزة والات تسهل عمليات وحوادث الانتحار بكل الطرق غير المشروعة طبعا.
ومن الحالات التي انتحرت بالفعل نعطي لسيادتكم بعض الأمثلة:
1: مارتين بايبر أب مكلوم، فقد انتحر إبنا له يبلغ من العمر ستة عشر عاما في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأشد ما يزعج عائلة بايبر هو اكتشافهم أن ابنهم المولع بالكمبيوتر وبالاستماع لأغاني مغنية البوب الأمريكية بريتني سبيرز كان ينقب على شبكة الإنترنت عن طريقة يقتل بها نفسه.
وللأسف وجد تيم عدة نصائح ومعلومات عن كيفية الانتحار كانت لها أهمية كبرى عندما قرر التخلص من حياته، وقام بشنق نفسه في غرفة نومه، واكتشفت أمه وشقيقه جثته.
وترغب الأسرة التي دمرها هذا الحدث في اتخاذ إجراءات ضد مواقع الإنترنت التي تساعد الراغبين في الانتحار.
وقال الأب مارتين: “لقد صافحته هذا المساء، وقلت له طابت ليلتك، وابتسم لي ابتسامة عريضة، وفي اليوم التالي، قتل نفسه“
وأضاف: “إنني أتذكر كيف كان ولدا صالحا، وكيف كان سيبدو وسيما عندما يكبر، وأعتقد أن ما كان خسارة فادحة“
اجتماع انتحار
إحدى جماعات الإنترنت أثارت جدلا إعلاميا كبيرا في بداية العام الحالي عندما وضعت إعلانا يقول: “إجازة للإنتحار”، وكان الجدل حول شخص حرض وساعد شخصا آخر على الإنتحار.
كان لويس جيليس من جلاسجو قد التقى مايكل جودين من إيست ساسيكس لأول مرة في الثامن والعشرين من مايو/ أيار 2002 على الإنترنت.
وعبر هذه الجماعة التي تكونت على الإنترنت شكل الإثنان ما يبدو وكأنه نوع من اتفاقيات الانتحار ثم التقيا وجها لوجه في المرة الأولى في محطة إيستبورن.
وتناول جودين عشاءه الأخير في أحد الفنادق المحلية، ثم إتجها معا إلى تلال بيتشي هيد العالية حيث تجرد جودين من ملابسه تماما وقفز.
كان جودين قد حاول الانتحار من قبل، غير أنه لم يفلح. وبانتحار جودين بدأ الناس ينتبهون إلى خطورة مثل تلك الجماعات على الإنترنت.
“هراء لا معنى له إطلاقا“
البروفيسور كولين بريتشارد، خبير الانتحار من جامعة بورنيموث غاضب تماما من انتشار هذه المواقع على الإنترنت.
وقال إنه على الرغم من ذلك، فإن الإنترنت لا تقدم معلومات دقيقة.
وقال: “لا يمكن بأي حال أن تطلق على ذلك صفة الخبرة، إنه هراء لا قيمة له إطلاقا، إنني في الواقع أعتقد أنه نوع من الاغتصاب الأخلاقي“
إن مدة قصيرة من البحث على الإنترنت تكفي للعثور على جماعات الإنتحار.
إحدى القوائم على الإنترنت تحدثت عن شخص اسمه “سلاد”، وحكت عن محاولته“اللحاق بالحافلة” وهو المصطلح المستخدم على الإنترنت للتعبير عن الإنتحار، وكان يبحث عن طريقة محددة للإنتحار.
وكانت سلاد إمرأة في العشرينات من عمرها تعيش في غرب أمريكا.
وتضمنت مداخلتها على الإنترنت تفاصيل محاولة إنتحار فاشلة توقفت خلالها عن التنفس، واضطرت السلطات لحملها في طائرة من غابات كولورادو إلى المستشفى.
فمن إذا يعطي المعلومات والنصائح عن الإنتحار لضحايا مثل سلاد وتيم بايبر؟
“المفترسون“
بحث آخر على الإنترنت أظهر شخصا يسمي نفسه “بوبوروشي”، وقد كتب مقالات مطولة عن أفضل طرق الإنتحار، بالإضافة إلى إجاباته على رسائل وصلته تسأله النصيحة في أمور الإنتحار.
أحد المداخلات تضمنت سطرا يقول: “هذا المقال محاولة للتشجيع على الإنتحار“
وفي مداخلة أخرى أجاب على شاب يسمي نفسه “جوي الأصغر” كتب قائلا: “إنني أريد المساعدة لقتل نفسي، أنا أعرف أنني أحتاج ذلك، ولكن الشجاعة خانتني“
وكانت إجابة بوبوروشي سريعة، وصفة للإنتحار.
مارك ويليامز من قسم الصحة النفسية بجامعة أوكسفورد، يعمل بشكل قريب إلى الإنتحاريين، ولديه بحث أجراه عليهم وكتب كثيرا في هذا الشأن.
وعندما سألناه عن تعليقه على ما كتبه بوبوروشي، قال مارك ويليامز: “عند هذه المرحلة يصل الأمر إلى حد السيكوباتية، وانعدام الشعور بالذنب، والاستفزاز والعداوانية، والتعامل مع الآخرين على أنهم أشياء، وليسوا أشخاصا“
جاذبية وخطر شبكة الإنترنت يكمنان في القدرة على إخفاء الهوية، والمدافعون يقولون إن ذلك مطلب مهم للغاية للراغب في الإنتحار.
عائلات الضحايا، الذين بحثوا عن الإنتحار على الإنترنت مثل تيم بايبر، يشعرون أن الإنترنت قد حكمت عليهم حكما مؤبدا بالحزن والأسى.
2: شبكة نسائية في هولندا تحرض الفتيات على الانتحار برسائل عبر هواتف الجوال التحريض على الانتحار أصبحت أحدث محتويات الرسائل النصية التي تتداولها مجموعة من الفتيات الهولنديات حيث تحث كل منهن الأخريات على الانتحار والتي أثارت الجدل من جديد إزاء مخاطر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة على الشباب والتي بات الكل يعرفها.
فقد بينت صحيفة هولندية النقاب عن أن المجموعة تضم 12 فتاة يتراوح سن أعضائها بين 12 و15 عاما ظلت علي مدى شهور منذ مطلع العام الحالي ترسل لبعضها البعض رسائل على الهواتف المحولة وأجهزة الكمبيوتر الأمر الذي أثار موجة عاتية ترمي للبحث عن النفس في هولندا ذاك البلد الذي لا يزال يحاول التعافي من آثار الأنباء التي تحدثت عن انتشار الابتزاز العاطفي عبر شبكة المعلومات الدولية”الانترنت“.
وأعلنت الشرطة حالة التأهب كما شرع فريق من الأخصائيين الاجتماعيين في العمل مع الفتيات التي أدخلت واحدة منهن إحدى المصحات النفسية.
وقد فضح أمر تلك الشبكة الغريبة عقب انتحار أحدى الفتيات في مدرسة بمدينة انشيد بإقليم اوفرجيسل الكائن بشمال شرق البلاد علي الحدود الألمانية.
وحذر المسؤولون في المدرسة عن “فيروس انتحار” يخشون من انتشاره إلى أخريات مع ذيوع أنباء الانتحار.
3: أما فى مصر: فقد قامت فتاة بمحاولة انتحار بإلقاء نفسها من شرفة منزل اسرتها هزت المجتمع المصري أخيرا، لم تكن بسبب أزمة عاطفية أو دراسية، أو أي نوع من الأزمات القهرية التي من الممكن ان تدفع الانسان لاتخاذ قرار مجنون كهذا. انها وبكل دهشة بسبب الأنترنت .
علامات تعجب واستفهام كثيرة طرحت نفسها مع هذه المحاولة ليكون السؤال الأهم، هل يصبح الانترنت رعبا جديدا للاسرة العربية لتكن غرف الدردشة أو الـChat مصيدة للصغار والمراهقين نحو ما يسمى بادمان. الانترنت Internet Addiction وحين تتدخل رقابة الأهل خوفا على الأبناء وحماية لهم مما لا يعرفونه يكون الحل الوحيد هو الاحتجاج بالانتحار .
سوزان. م « فتاة مصرية من عائلة ميسورة الحال ومستوى اجتماعي مرتفع، فوالدها يعمل استاذا باحدى كليات الهندسة بالقاهرة ووالدتها تشغل منصبا كبيرا في التليفزيون المصري وتقطن بأحد أرقى الاحياء المصرية » .
سوزان أدمنت الـChat واعتزلت عن العالم وأصبح الانترنت وعالمه الذي بلا حدود ملجأها الأول والأخير طوال الـ24 ساعة، وحينما حاول الأهل التدخل في كل هذا الوقت الذي تستهلكه أمام الشبكة العنكبوتية وصلت لامور الى حد منعها من استخدام الانترنت، كان ردها على هذه الحماية القاء نفسها من الدور الثالث بفيلتها بمدينة 6 اكتوبر .
الأب والأم رفضا التعليق وذلك لمركزيهما الوظيفي الحساسين واكتفيا بجملة «كفاية فضائح»، أما هي فترقد بين الحياة والموت في غرفة العناية المركزة باحدى المستشفيات الخاصة. فهل يمكن ان تصل بالفعل درجة ادمان الانترنت الى حد ان ينهي الانسان حياته بلا أي تردد اذا منع عنه المخدر، مثل متعاطي المخدرات مثلا ؟
تحليل علم النفس والطب النفسى للظاهرة:
يقول د. ايمن ابراهيم باحث بعلم النفس بكلية التربية بالقاهرة: لقد أصبحت اغراءات غرف الدردشة لأبناء هذا الجيل لا تقاوم وقد تصل بالفعل الى حد الادمان خاصة في الدول العربية التي ما زال فيها المجتمع يحكم تصرفات الفرد العلنية، ويضع سياجا حديديا من التقاليد والعادات والعيب والحرام أيضا على أي صداقة أو علاقة عاطفية بريئة تنشأ بين اثنين، فنجد ان معظم من يدمنون الدخول في غرف الدردشة يعانون من فراغ اجتماعي أو اكتئاب، لذلك يميلون لتكوين علاقات صداقة أو علاقات عاطفية لملء الفراغ والاحساس بالاهتمام أيضا حتى وان كان الطرف الآخر غير معروف تماما .
ويضيف د.أيمن ان الفتيات هن الأكثرعرضة للخطرمن خلال غرف الدردشة، فقد يتم استقطابهن لأحاديث جنسية، وقد تصل الى حد طلب اجراء مقابلات مباشرة في حالة اقامتهن في نفس البلد هذا، بالاضافة أن الفتاة بطبعها عاطفية وقد تستغل مشاعرها بسهولة من خلال العلاقات العاطفية العابرة عبر الشبكة والتي يكون مدى صدق معلوماتها 10% فقط .
وعلى كل الأحوال فإن غرف الدردشة مهرب وعر اذا لم يكن مستخدمها واعيا وناضجا بالشكل الكافي .
وما بين مايكروسوفت الى yahoo ومن ICQ الى arabiaonlin هناك خلف الأبواب المغلقة لغرف الدردشة وبين دهاليزها ينطلق الخيال وتترامى الحواجز لعالم بلا حدود من الأحاسيس والمشاعر والكلمات بعيدا عن الرقابة وادمان الانترنت قد يجعل البالغين أيضا يفقدون شريك الحياة أو الوظيفة، فالزمن غير محسوس لدى البعض نتيجة لعدد الساعات الطويلة التي يقضيها امام جهاز الكمبيوتر وبمرور الوقت يؤدي هذا الى «ادمان نفسي» قريب نوعا ما من مفهوم الادمان المتعارف عليه .
ويقول د. هشام الشربيني طب نفسي « ان ادمان الانترنت يمكننا أن نعرفه بأنه، حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للانترنت يؤدي الى اضطرابات في السلوك ويستدل عليها بعدة ظواهر منها زيادة عدد الساعات أمام الكومبيوتر بشكل مطرد تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه في البداية، ومواصلة الجلوس أمام الشبكة على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل السهر، الأرق، التأخر في العمل، اهمال الواجبات الاسرية والزوجية وما يعقبه من خلافات ومشاكل، هذا بالاضافة الى التوتر والقلق الشديدين في حالة وجود أي عائق للاتصال بالشبكة قد تصل الى حد الاكتئاب اذا ما طالت فترة ابتعاده عن الدخول على الانترنت » .
ويضيف د. هشام ان ادمان الانترنت أدى بالبعض لفقدان علاقات اجتماعية أو زوجية وتأخر وظيفي، كما أدى بالبعض للانطواء والعزوف عن المجتمع.
يقول «خالد. س» شاب جامعي: لا أعتقد بمفهوم أدمان الانترنت فهو مصطلح كبير، لكني بصراحة لا أنكر ان قدرتي على الجلوس امام الانترنت تتزايد يوما بعد يوم خاصة ان لي صداقات كثيرة من الجنسين في جميع انحاء العالم وقد اتحدث مع أكثر من فرد في وقت واحد وهذه متعة في حد ذاتها .
أما «شيرين .ع» فتؤكد ان قلبها تحطم بالفعل بسبب غرف الدردشة بعد أن ظلت تحدث شابا لمدة 6 أشهر متواصلة واتفقا على الزواج لتكتشف بعد ذلك انه نصاب كبير كان يتسلى بقلبها بعد أن صارحها بانه متزوج وعنده 3 أطفال وكان يعاني من فراغ عاطفي ومشاكل مع زوجته لتكون هي الضحية .
أما «علي .د» فيقول بصراحة نعم أنا مدمن انترنت لأنه السبيل الوحيد لي للانقطاع عن الواقع الذي اعيشه، فلا جديد فيه يدعو للاندماج فيه، وغرف الدردشة تنقلني لعالم آخر من المتعة، «علي» لا ينكر انه قد يتكلم في السياسة وقد يتكلم في «الجنس» أيضا اذا كانت الفتاة التي يحدثها تسمح بذلك، وقد تتطور الأمور الى حديث صوتي أو Voicechat على الشبكة بعد منتصف الليل بعد أن ينام الأهل .
أما «هبة الله. أ» فتقول إنها كادت أن تصاب بالجنون فعلا حينما عاقبها والدها بعدم دفع فاتورة الهاتف والتي تجاوزت الـ4 آلاف جنيه بسبب ادمانها للانترنت، وانها اضطرت للاقتراض حتى تسدد جزءا من المبلغ ويعيد والدها خط التليفون للمنزل حتى تدخل على الشبكة، والى ان عاد خط التليفون للمنزل كانت تدخل على الشبكة من خلال Internet Cafe .
د. هشام يؤكد أيضا أن ادمان الانترنت لا يصيب البالغين فقط بل الأطفال أيضا خاصة مع توافر الجديد كل يوم في ألعاب الكومبيوتر، وهذا الادمان ينعكس سلبيا وبشكل أكبر من البالغين على حياة الطفل ومواعيد نومه ودراسته ويصبح انطوائيا لا يخرج مع اصدقاءه أو يمارس اى هوايات أخرى سوى الجلوس على الشبكة بلا كلل أو ملل .
وفي دراسة اميركية حديثة حول ظاهرة إدمان الانترنت أكد العلماء ان 5 ـ 7% من مستخدمي الانترنت مصابون بما يعرف بإدمان الانترنت .
وإن كانت أميركا قد فتحت عيادات متخصصة لعلاج إدمان الانترنت وكان ذلك في مستشفى «ماكلين» التابع لجامعة «هارفارد ماسا تشوسيتس» فإن د. عزة كريم استاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تقول: ان ادمان الانترنت سيؤدي حتما الى تحطيم معاني المجتمع خاصة ان الكثير من الآباء أصبحوا لا يملكون زمام الأمور حيال ادمان أبنائهم للانترنت، هذا بالاضافة الى ان غرف الدردشة أصبحت بالفعل المكان الوحيد الذي يستطيع فيه الانسان العربي الحديث بصراحة بلا أي خوف ويقول ما لا يستطيع ان يقوله أمام الأخرين سواء كان ذلك في السياسة أو الجنس، فهو يفرغ كل ما يعانيه من احباط وكبت جنسي ومشاكل عبر الانترنت، لذلك يغرق مدمن الانترنت في عالم افتراضي يمكن أن يؤدي به في النهاية الى الانفصال التام عن حياته الواقعية، أما الحل الوحيد فهو مراقبة الاطفال بشكل أكبر وتحديد عدد الساعات التي يقضونها امام الانترنت والا تتجاوز ساعة في اليوم . ومع موسم المدراس يتناقص الوقت ليصبح في العطلات الاسبوعية فقط وليس يوميا، وان نجعلهم يحبون ممارسة هوايات أخرى غير الانترنت .
أما البالغون فلا رقيب عليهم غير أنفسهم، وعلى مدمن الانترنت أن يعي حينما يجلس في كل مرة أمام الانترنت انه قد يفقد الكثير بسبب انعزاله عمن حوله سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو العملي. وان الترشيد والاستخدام المعتدل للشبكة سيغنيه عن الكثير من الخسائر التي قد تهدد حياته بالكامل اذا لم يدرك خطورة ما يقدم عليه،
فلا نريد ان نسمع يوما ان يكون الحل لانقطاع التيار الكهربائي فجأة عن الكمبيوتر هو الانتحار !
نصائح هامة للآباء:
أيها الآباء.. انتبهوا مواقع تدعو للانتحار علي الإنترنت! أخبار الحوادث في هذا التحقيق تحذر كل أب وأم قبل أن تقع كارثة لاقدر الله يكون ضحيتها أحد الأبناء!.. لم يعد خطر ‘النت’ في المواقع الأباحية والجنسية فحسب.. بل تطور الأمر واستولي الشيطان علي موقع يدعو للانتحار الجماعي،و ‘علي فكرة‘ الضحايا بدأوا يتساقطون.. وعلي كل من يهمه الأمر قراءة هذا التحقيق!
التفكك الأسري، غياب الايمان، عدم تحقق الذات، الاحساس بالظلم، كلها عوامل تقود بمن يتعرض لها الي اليأس ومن ثم الاكتئاب الذي يؤدي في النهاية الي عدم الايمان بقيمة الحياة وجدواها.. ربما كان هذا هو أساس هذه الظاهرة الجديدة وهي الانتحار الجماعي أو اتفاق صديق وصديقته علي الانتحار معا.. لكن الجديد والغريب والمثير للقلق هو استخدام شبكة المعلومات ‘الانترنت‘ في الترويج للموت المشترك.. فهل تلتفت الأجهزة الأمنية والمؤسسات الاجتماعية الي خطورة هذه الظاهرة للتحذير منها وقبل كل هذا مساعدة الشباب في جعل الحياة مقبولة بالنسبة لهم ‘أخبار الحوادث’ عبر هذا التحقيق تدق ناقوس الانذار لكل المعنيين آباء وأمهات ومربين وأصحاب قرار في ضرورة التوعية والتحذير وقبل ذلك ضرورة المساعدة وحل المشكلة.
Discussion about this post