موهبة التقوى
مقدمة: أصل الكلمة في الكتاب المقدس
إن موهبة التقوى دخلت في تعداد مواهب الروح القدس من خلال النص اليوناني للترجمة السبعينية الذي أضافها على النص العبري في اشعيا 11/2 وكأنه في ذلك أراد أن يوضح مفهوم “مخافة الله”، فجاء نصه كالآتي:
“روح الرب عليِّ (أي على الفرع الخارج من جزع يسّى)، روح الحكمة والفهم والمشورة، روح القوة والمعرفة والتقوى، ويبتهج بمخافة الرّب.” (اشعيا ????11/2ـ3)
فالعبارة التي استعملها النص اليوناني للدلالة على التقوى هي “اوسابيا”، وهذه العبارة ترد في العهد الجديد 20 مرة، منها 13 مرة في رسائل القديس بولس الراعوية و 10 مرات في رسالته الأولى إلى تيموتاوس وحدها، مما حدا ببعض الشراح أن يعتبروا هذه الموهبة وكأنها عنوان لتلك الرسالة. ونحن بدورنا سنعود مرارًا إليها.
لكن للتقوى مفردات أخرى في الكتاب المقدس، منها كلمة “هوسيوس” التي غالبًا ما تترجم كلمة “حاسيد” العبرية، وكلمة “اولابيس” ومشتقاتها. وسنرجع إلى هذين التعبيرين في القسم الأخير من حديثنا هذا.
وندخل الآن في مفهوم هذه الموهبة الروحية من خلال نظرات ثلاث: روحية ولاهوتية وكتابية.
1 – التقوى: نظرة روحية
نكتفي بقراءة هذا النشيد للأب جول لو روا:
موهبة التقوى تؤهل النفس أن تسكن في سكون الله وسلامه.
موهبة التقوى تصيّر الإنسان طفلا صغيرًا يسمع كلمة الله.
موهبة التقوى تجعل النفس تسترشد الكلمة وتتشرّب منها، فتقترب من الله أكثر وتتأمل به وتمتلئ منه.
موهبة التقوى تُعطي الإنسان أن يحوِّل أعماله وأفكاره وكلامه إلى صلاة.
موهبة التقوى تضع النفس في حالة تتلمذ مستمر، فيما الروح والكنيسة يخاطبانها ويقويانها.
2 – التقوى: نظرة لاهوتية
المفهوم اللاهوتي للتقوى يتضِّح من خلال أمرين، أحدهما: المناخ المعطى للمؤمن لعيش إيمانه، والثاني: مفهوم ما يُسمّى ب”سر التقوى”.
1 – مناخ الإيمان
إن التقوى تخلق مناخًا يعيش فيه المؤمن، فردًا كان أم جماعة، بالعبادة والصلاة والأفعال الدينية.
1 – العبادة: العبادة هي تأدية الإكرام الموجّه إلى الله بعلامات مقدّسة وبموقف داخلي. غاية العبادة هي دائمًا مجد الله، هذا الإله الذي ظهر بيسوع المسيح كمغاير تمامًا للعالم والذي انفتح على العالم بأن أعطى ذاته بصورة كاملة.
فإلى جانب العبادة العلنية تعرف الكنيسة العبادة الشخصية الفردية، قوامها صلوات وحجّ وعبادات تقوية وما أشبه …
وأما ما يعاكس هذه العبادة فهي الأمور التالية: التجديف وعبادة الأصنام، والتعلق بالمال، وانتهاك القدسيات، والشرك والإقرار بأن هناك سلطة سامية غير الله …..
فالإنسان التقي يبتعد عن هذه كلها ويبقى أميناً للإله الحق (راجع رسالة القديس بولس إلى تيموتاوس الفصل الرابع الخامس والسادس) .
2- الصلاة : صلاة الكنيسة اتجهت من أوائل عهدها إلى الله ألآب وإلى يسوع المسيح نفسه …. والعاطفة الحاملة للصلاة هي عاطفة عرفان الجميل … وهذا ما نراه في صلوات الافخارستيا وصلوات الشكر بمجملها ، وصلوات التمجيد ومنها البسملات … كما وإن الكنيسة تميز بين الصلاة العلنية أو الطقسية والصلاة الخاصة وتعلن أن كليهما ضروريتان .
فالتقي يُعَّرف قبل كل شيء بالشخص الذي يصلي دون تعب أو ملل … والتقي فيما هو يصلي يزداد تقوى وورعًا …
3- الأفعال الدينية: بالفعل الديني يقبل الإنسان تسامي كيانه الشخصي … قبوله هذا مرتبطٌ أصلًا بطريقة واعية أو لاواعية بتجلي الله بيسوع المسيح … فالفعل الديني، فيما يرتكز على العبادة والصلاة، يبرز بوضوح في محبة جلية، جريئة، مضحّية نحو جميع المخلوقات ..
2 – سر التقوى
نقرأ في الرسالة الأولى إلى تيموتاوس ( 3 / 16 ) : “عظيم هو سر التقوى”…
إنها لعبارة مدهشة، فكلمة “سر” غالبًا ما تقال في الكلام عن الله أو عن المسيح أو عن الكنيسة. وهناك أيضاً سر الإيمان … إما أن تقال في الكلام عن التقوى “فهذا أمر غريب”
فعما يتكلم القديس بولس يا ترى؟
لنرجع إلى النص “يقول القديس بولس مخاطبًا تلميذه تيموتاوس:
“عليك أن تعرف كيف تتصرف في بيت الله، أي كنيسة الله الحي، عمود الحق ودعامته، ولا خلاف: فأن سر التقوى عظيم:
الذي ظهر من الجسد وتبرر في الروح، شاهدته الملائكة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم، ورفعه الله بالمجد” ( 1 تيم 3 / 16 ).
يقول القديس بولس أن الكنيسة هي بيت الله … جماعة الله الحي، تستمد طابعها من الذي هو الحياة، وهي مؤلفة من أشخاص يعيشون الشراكة مع الله وفيما بينهم.
وظيفة هذه الجماعة المقدسة أن تكون “عمود الحق ودعامته” …. لم يقل أنها يجب أن تكون عمود الحق ودعامته، بل قال أنها كذلك لأن فيها الحق والحقيقة.
ركيزة بيت الله هو المسيح ابن الله الذي تجسد …. “تجسد” أي صار إنسانًا حقًا ولم يزل هو الإله …. فاتحاد الألوهة بالإنسانية يبقى سرًا بحد ذاته ، يمكن لعلم اللاهوت أن يقاربه لكنه لن يسبر عمقه … فهذا محفوظ لله ألآب القدوس والروح القدس ….
صحيح أن المسيح ألمح كثيرًا عن معرفة هذا السر، لكنه ترك للروح أن يعلم تلاميذه كل شيء ويرشدهم إلى الحق كله (يوحنا 16 / 13).
مكان سر التقوى هو هنا … إنه يجمع بين عملين: عمل الإنسان المؤمن وعمل الروح .
فإذا كان عمل الإنسان التقي يأتي نتيجة لعلاقة النفس بالله في جو من المخافة والثقة، فإن عمل الروح يؤجج حاسة الإيمان، ويجعل الإنسان “يرى ما لا يرى” ( عبر 11 /27) ويدخله في معرفة متنامية لسر المسيح.
قلنا: “يرى ما لا يرى “فكثيرون رأوا المسيح في حياته الزمنية، وشاهدوا أعاجيبه، وسمعوا كلامه، فلم ينفعهم ذلك شيئًا …. وحدهم عرفوه من آمنوا به … وإذا كانت العين البشرية لا تستطيع أن “ترى” السر بحد ذاته، فلقد أعطي المؤمنون أعين الإيمان لكي يستبقوا رؤيا ما سيشاهدونه مليًا في الملكوت، تمامًا مثل الملائكة الذين يعاينون وجه الآب القدوس، وقد رأوه أيضًا في شخص يسوع المسيح المتجسد: رأوه عند مولده ( لوقا 2 / 13 ? 14 ) وفي آلامه ( لوقا 43 / 22 ) وبعد تمجيده ( 1 تيم 3 / 16 ).
“التقوى كسرّ” تضعنا على خط الملائكة فنستطيع أن نرى بالإيمان ? ولو بطريقة ضبابية ? ما سنراه بالعيان ، بعد القيامة ، بطريقة منورة من نور المجد الآتي …
3 – التقوى: نظرة كتابية
نأتي الآن إلى القسم الكتابي في حديثنا عن التقوى …. وقد جمعنا ما يرد عن هذه الموهبة في الكتاب المقدس تحت عنوان واحد استلهمناه من رسالة القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموتاوس ألا وهو:
” التقوى تجارة رابحة “
1- في التقوى ربح عظيم:
( 1 تيم 6 / 6 ) وردت هذه الكلمة وكأنما في إطار لعب على الألفاظ حينما تكلم بولس عن ” قوم فسدت عقولهم وأضاعوا الحق وحسبوا التقوى سبيلاً إلى الربح … فقال عندها: ” نعم إن في التقوى ربح عظيم “! … فالواضح هنا هو أن بولس ينتقل من الربح بالمعنى المادي إلى الربح بالمعنى المعنوي … ويرى في ممارسة التقوى نوعاً من التجارة الروحية. فعلى ما تقوم هذه التجارة الروحية ؟
2- مرتكزات هذه ” التجارة الروحية:
في التجارة العادية هناك ثلاث مرتكزات:
1- توظيف للطاقات والأموال.
2- مجاذفة وأخطار.
3- سعي نحو الربح.
فعلى هذا المنوال تكون التجارة الروحية، فإن فيها توظيف، ومجاذفة، وسعي نحو الربح .
أ- التوظيف:
إن التقوى توظف طاقاتها الروحية في الحياة مع الله والإصغاء إلى كلمته والطاعة لمشيئته…
لكن التوظيف الأول والأهم هو تقبل نعمة الله الموهوبة لنا مجانًا في حياتنا الإنسانية والسير بها ومعها على طريق الرّب.
أما مخزون الطاقات الموظفة من قبلنا فيمكن أن نجد وصفًا له في رسالة بطرس الثانية حيث تقول:
” ابذلوا غاية جهدكم لتضيفوا الفضيلة إلى إيمانكم، والمعرفة إلى الفضيلة، والعفاف إلى المعرفة، والثبات إلى العفاف، والتقوى إلى الثبات، والإخاء إلى التقوى، والمحبة إلى الإخاء” ( 2 بطرس 1 / 5 ? 8 ) .
التوظيف في الحياة الروحية لا حدود له … إنه يتطلب تخليًا مستمرًا، ونكراناً للذات كاملاً عملاً بتوصية المسيح: “من أراد أنم يتبعني، فليكفر بنفسه ، ويحمل صليبه كل يوم ، ويتبعني ..” ( متى 16 / 24 )
ب- المجاذفة وأخطارها
يتكلم يسوع عن هذه المجاذفة فيقول: “الذي يريد أن يخلص حياته يخسرها، ولكن الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها” ( متى 16 / 25 ).
وللمجاذفة والتقوى أخطار عديدة منها:
1 ً ? المحنة والامتحان : يقول سفر الحكمة: “إن كان الأتقياء أبناء الله، أفلا يعينهم وينقذهم من أيدي خصومهم. فلنمتحنهم بالاهانة والتعذيب لتُعرف مدى وداعتهم ونختبر صبرهم، ولنحكم عليهم بالموت في العار لنرى إذا كان الله يرد عليهم” ( حكمة 2 / 18 ? 20 ).
2 ً ? والاضطهاد أيضًا: فكل من أراد أن يحيى في المسيح يسوع حياة التقوى أصابه الاضطهاد ( تيم 3 / 12 ) .
نتساءل لماذا كل هذه المحن ! ويأتينا الجواب من سفر الحكمة بالذات : ” لأن الأتقياء يضايقوننا ويقاومون أعمالنا ويتهموننا بمخالفة أعمال الشريعة ويفضحون خروجنا على الأعراف والتقاليد … ” ( حكمة 2 / 12 )
3 ً- والهواجس الداخلية: إن المحن لا تأتي من الخارج فقط بل هي تعترض الإنسان التقي من الداخل أيضًا. والإنسان القديم ما زال يحن إلى ” اللحم والسمك الذين كان يأكلها في مصر مجانًا، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم بدلًا من المن المعطى له من قبل الله … ” ( راجع عدد 11 / 4 ? 6 ) …. إن لفي ذلك معاني ورموز كثيرة.
ونضيف: إن الإنسان العائش بالتقوى لا يمكنه إلا أن يتساءل أحيانًا عن قيمة حياته الآنية وعما قد يخبئ له المستقبل من وعود ومكافآت وخيور … مثل هذه الأفكار كانت تساور نفس القديس بطرس الرسول عندما توجه إلى يسوع وسأله: ” نحن الذين تركنا كل شيء وتبعناك ، فما عساه يكون لنا ؟ ” ( متى 19 / 27 ).
ج – السعي نحو الربح
يوصي بولس الرسول تلميذه تيموتاوس قائلًا له: “روّض نفسك بالتقوى … ففي التقوى كل الخير لأن لها الوعد بالحياة الحاضرة والمستقبلة ” ( 1 تيم 4 / 7 ? 8 ) .
في رياضة التقوى إذا ً أرباح يجنيها الإنسان في الحياتين: الحياة الحاضرة والحياة الآتية :فلقد أوضح المسيح هذا المعنى بقوله: “ما من أحد ترك بيتًا أو إخوة أو أخوات (أو حقولًا) أو والدَين أو بنين من أجل ملكوت الله، إلا نال في هذه الدنيا أضعافًا، ونال في الآخرة الحياة الأبدية ” ( لوقا 18 / 29 ? 30 ).
يستفيض الكتاب المقدس في وصف هذه الخيور والأرباح. فالمراجع كثيرة وقد صنفناها كالآتي: وضعنا أولًا المراجع التي تتكلم عن الخير الأسمى أي عن الحياة مع الله ثم تلك التي تصف المردود الحسي لنوعية الحياة هذه.
1- فعن الحياة مع الله يقول الكتاب:
1 ً ? إن الله يبارك الأتقياء:
-” الله يبارك أتقياءه جميعهم، الصغار مع الكبار” ( مزمور 110 / 113 ).
– ” ويعطيهم طعامًا ? أي بركة زمنية وروحية ? ويذكر إلى الأبد عهده معهم ” ( مزمور 111 / 5 ).
– “ذلك أن البركة فيما هي تعبير عن محبة الله لشعبه هي في الوقت نفسه جواب على هذه المحبة من قبل الشعب عينه كما جاء في سفر تثينة الاشتراع: “الرّب أحب أسباط شعبه وبارك جميع أتقيائه الساجدين عند قدميه، يتقبلون كلامه ” ( تثنية 33 / 3 ).
2 ً- يدلهم إلى الحق ويفقّههم:
– التقي هو الذي يبلغ إلى معرفة الحق فلا يزيغ عنه ولا يطاله الضلال … فمعرفة الحق هي موافقة للتقوى كما تقول الرسالة إلى تيطس ( 1 / 1 ) .
– هي الصلاة التي تساعد المؤمن أن يبقى في الحق ( 1 تيم 2 / 1 ) … كشف هذا الحق الإلهي يتم بقراءة الكتاب المقدس ودرسه والتأمل فيه .
– أما من خالف الأقوال الصحيحة وحاد عن التعليم الموافق للتقوى كان إنسانًا أغوته الكبرياء وصار به هوس للمناقشات والمماحكات التي يصدر عنها الحسد والشقاق والشتائم والظنون السيئة والمنازعات … ( 1 تيم 6 / 3 ? 5 ) .
– ويضيف النص: “أما أنت يا رجل الله فتجنب هذا كله واطلب البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة ” ( 1 تيم 6 / 11 ) .
ونلاحظ هنا مع بعض الشراح أن التقوى جاءت بين البر والإيمان وكأنها الجامع بينهما، بين عيش الإيمان والتوق إلى البرارة والقداسة.
3 ً يضمهم إليه:
الإنسان التقي يعيش حياة حميمة مع الله. ” فالرّب يتكلم مع تقيه في رؤيا ” ( مزمور 89 / 20 ) . نفوس الأتقياء هي في يد الله ( حكمة 3 / 1 ) ، وملاك الرب يحنو عليهم ( مزمور 34 / 8 )، ولا عجب إذ إنهم ” أبناء الله ” ( حكمة 2 / 18 ) .
4 ً ويعطيهم كنز الحكمة:
هناك كلام لابن سيراخ يقول : ” الله هل رآه أحد ليخبر عنه ؟ أم هل يقدر أحد أن يفيه حقه من المديح ؟ ففي أعمال الله ما هو أعظم بكثير من هذا القليل الذي نكتشفه . الله صنع كل شيء وهو الذي وهب أتقياءه الحكمة ” (سي 43 / 31 ? 33 ).
أما سفر الحكمة فيقول: “عندما طمع الظالمون في ما يملكه الرجل الصالح، وقفت الحكمة إلى جانبه فأغنته وحمته من أعدائه ومن الكامنين له، ونصرته في صراعه معهم ، ليُعلم أن تقوى الله أقدر للإنسان من أي شيء” (حكمة 10 / 11 ? 12 ).
2- وعن المردود الحسي يقول الكتاب أيضًا:
1 ً – إن الله يرعى أتقياءه ويرشدهم ويحفظهم.
– الله يرعى مسالك المتضعين ويحرس طريق أتقيائه ( أمثال 2 / 8 ) .
– هو لا يتخلى عنهم لأنه يحب الانصاف ( مزمور 37 / 22 ) .
– هو يرشدهم ( مزمور 25 / 14 )، ويحفظ خطواتهم ( تث 2 / 9 )، ولهم يعلن عهده ( مزمور 25 / 15 ) .
2 ً ?يستجيب لهم في محنتهم:
الأتقياء يصلون إلى الله وقت الشدة: “أنقذني يا إلهي فإني تقي “(مزمور 86 / 2)
– جاء في سفر يهوديت أنها أنشدت نشيد شكر لله تقول فيه: “الجبال والبحار تتزعزع والصخور تذوب كالشمع أمام وجهك يا رب، لكنك ترحم أتقياءك” ( يهوديت 16 / 15 ).
– يستجيب لهم الرّب في محنتهم كما استجاب لابنه يسوع حيث “أنه في حياته البشرية، رفع الدعاء والابتهال بصراخ شديد ودموع ذوارف ، فاستجيب لتقواه” ( عبرانيين 5 / 7 ).
3 ً- وفي الحياة الثانية يكافئهم.
إن الاتقياء يحيون إلى الأبد ( حكمة 5 / 15 ) ، لأنه كريم أمام الرب موت أتقيائه (مزمور 116 / 15 ) .
” نفوس الأبرار هي في يد الله ” ( حكمة 3 / 6 ) ” وإن ماتوا فإنهم يجدون الراحة ” ( حكمة 4 / 7 ) “
وجزاءً حسنًا “( 2 مكابين 12 / 45 ) ، ” ويحكمون على الأبرار والاشرار ” ( حكمة 4 / 16 ) .
4ً- لذلك هم يفرحون ويهللون :
المزمور 149 يصف فرح الأبرار وإغتباطهم فيقول:
“يغتبط الأتقياء بانتصارهم ويرنمون فرحين على خيولهم، ويعظمون الله ملء أفواههم … يفرحون جميعهم ويتمجدون” ( مزمور 149 / 1 ? 6 و 9 ) .
– وهذا الفرح لا يستطيع أحد أن يسلبهم إياه كما جاء على لسان يسوع في ( يوحنا 16 / 22 ) .
خاتمة
إذا كان هذا هو مفهوم التقوى فلا عجب أن تكون قد مُيِّزت عن مخافة الرّب … والنظرات الثلاث التي ألقينا عليها إن دلت على شيء فعلى أن التقوى هي موهبة أساسية من أجل عيش الحياة المسيحية . ولقد سميت التقوى سرًا، لأن السر وإن أخفى حقائق مستترة فإنما يعد بكشف مستمر لمن يحيا في أجوائه ويدرس الكتاب كل يوم ويترك للروح أن يفسر له معانيه فيحيا فيها مندمجاً بجسد المسيح السري الذي يفيض عليه البركة تلو البركة ويصّيره على مدى الأيام:
” تاجرًا حكيمًا يتطلب الجواهر الكريمة ” بشغف ويحيا من خيراتها قديسًا، فرحًا، محبًا.
Discussion about this post