السفر الثاني
الفصل الأول
في الحياة الداخلية
في الصليب الخلاص، في الصليب الحياة
في الصليب الحماية من الأعداء،
في الصليب فيضان العذوبة العلويّة، في الصليب قوة النفس،
في الصليب فرح الروح، في الصليب تمام الفضيلة،
في الصليب كمال القداسة.( 2 اقتداء 12: 2).
1- إن ملكوت الله في داخلكم1″، يقول الرب. تب إلى الرب بكل قلبك ″، واترك هذا العالم الشقيّ، فتجد نفسك الرَّاحة.
تعلَّم أن تحتقر الأمور الخارجية، وتنقطع إلى الداخلية، فترى ملكوت الله يحل فيك.
فإنَّ ملكوت الله سلامٌ وفرحٌ في الروح القدس3″، والكفرة لا يمنحونه.
إن أنت أعددت للمسيح في داخلك مقاماً لائقاً،
فإنه يأتي إليك ويريك تعزيته.
جميع مجده وبهائه من الداخل4″، وهناك مسرته.
يكثر الافتقاد لذي الحياة الداخلية: فيحادثه بعذوبة، ويعزيه بلطف ويفيض فيه سلاماً عظيماً، ويعامله بألفةٍ عجيبةٍ جداً.
(1) لوقا 17: 21 (2) يوئيل 2: 12
(3) رومانيين 14: 17 (4) مزمور 44: 14
2- هيا! هيا! أيتها النفس الأمينة، أعيدي قلبك لهذا العروس
لكي يرتضي أن يجيء إليك، ويسكن فيك.
فإنه هكذا يقول: إن أحبَّني أحدٌ، يحفظ كلمتي، وإليه نأتي، وعنده نجعل مقامنا1″.
(1) يوحنا 14: 23
فأخلالمكان إذن للمسيح، وارفض الدخول لكل من سواه.
إن حصلت على المسيح، فأنت غنيٌ، وهو حسبك.
هو عائلك الأمين، يهتم لك بجميع شؤونك، فلا تبقى بك حاجةٌ إلى الاتكال على البشر.
فالناس يتغيرون سريعاً، وبغتةً يتخلون عنك، أما المسيح، فيدوم إلى الأبد1″، ويستمر ثابتا بقربك حتى المنتهى.
(1) يوحنا 12: 34
3- لا ينبغي لك أن تعتمد كثيراً على إنسانٍ ضعيف مائت وإن نافعاً لك وعزيزاً عليك ولا أن تغتم كثيراً، إذا قاومك أحياناً أو عاكسك.
من كان اليوم معك، فقد ينقلب غداً عليك، والعكس بالعكس، فإن الناس كثيرو التقلب كالريح.
ضع ثقتك كلها في الله، وليكن هو خوفك وحبك: هو يدافع عنك، ويفعل حسناً ما هو الأحسن لك.
ليس لك ههنا ميدنةٌ باقية2″، وحيثما كنت، فأنت سائحٌ غريب
ولن تحصل أبداً على الراحة، ما لم تتحد بالمسيح اتحاداً صميماً.
(2) عبرانيين 13: 14
4 – ما بالك تجيل النظر في ما حولك، وليس هنا مكان راحتك؟
في السماوات يجب أن تكون سكناك، أما الأرضيات جميعها، فينبغي ألاَّ تنظر إليها إلاَّ كعابر سبيل.
كلُّ الأشياء إلى الزَّوال، وأنت أيضاً ستزول معها.
حذار أن تتعلق بها لئلاَّ تصطاد فتهلك.
لتكن أفكارك موجهةً إلى العلى، وتضرعاتك إلى المسيح بلا انقطاع.
إن كنت لا تحسن التأمل في الأمور العميقة والسماوية، فاسترح في آلام المسيح، وأحبب الكسنى في جراحه المقدّسة.
فإنك إن لجأت بتقوى إلى جراح يسوع وسماته الكريمة، شعرت بقوةٍ عظيمة في المضايق، ولم تعد تبالي كثيراً بازدراء الناس، وهان عليك أن تحتمل كلام المغتابين.
Discussion about this post