درسٌ من شيخٍ ساقطٍ
في بدء خدمتي في الكهنوت جاءني رجل شيخ لا أعرفه وطلب مني أن يعترف. وفي خجلٍ شديدٍ همس قائلاً: “إني لأول مرة أسقط في خطية الزنا”.
في بساطة ظننته أنه يشكو من نظرةٍ خاطئةٍ هذه التي نحسبها أيضًا زنا.
فقال لي إني لست أقصد النظرة. تحدثت معه على أنها لمسة خاطئة، لكنه عاد ليؤكد أنه ارتكب الخطية فعلاً.
لم أكن في ذلك الوقت أتصوّر إنساناً ما يرتكب هذه الخطية. في مرارة ذهبت إلى أبينا المتنيح القمص إبراهيم ميخائيل وأنا منكسر النفس جداً. رويت له ما حدث دون ذكر للإسم، خاصة وأن أبانا من القاهرة لا من الإسكندرية.
+ إذ رآني مرتبكًا للغاية هدأ من روعي قائلاً:“أتعرف لماذا أرسل لك الله هذا الشيخ الساقط؟”
+”لست أعلم!”
+ “يريد أن يعطيك في بدء خدمتك الكهنوتية عدة دروس، منها:
الدرس الأول: لا تأتمن جسدك حتى إن بلغت الشيخوخة أو كنت كاهنًا! كن حريصًا وحذرًا!
الدرس الثاني: لا تقسو على شابٍ ساقطٍ، فإن الخطية خاطئة جداً، وقتلاها أقوياء حتى من الشيوخ. ترفّق بهم لكي تسندهم ضد الخطية.
لست أقول تتهاون مع خطاياهم، لكن لا تُحطم حتى الساقطين، أقمهم بالرجاء الحيّ.
أبونا تادرس يعقوب
نعمتك سند لي
ما أحوجني إلى نعمتك كسند لي،
هي تسندني إن كنت قائماً فلا أسقط !
لا أتكل على خبراتي الماضية،
ولا طهارة سبق أن عشتها،
ولا على مركز لي في الكنيسة،
لكن نعمتك وحدها تسَّور حولي وتحصني!
كثيرون أقوياء وعظماء وشيوخ سقطوا!
اسندني لأكمل أيام غربتي بسلام !
افتح قلبي بالحب فأترفق بكل فتى!
اسند الكل وأُشجع الجميع!
لا أدين أحدًا مهما تكن سقطاته،
فأنا شريك معه في الضعف البشري!
Discussion about this post