التوبة
حاجتنا إلى التوبة
+ سئل أنبا بيمن ” ما هي التوبة ؟ ” فقال : ” الإقلاع عن الخطية وأن لا يعاود فعلها ، لأنه لذلك دعي الصديقون لا عيب فيهم ، لأنهم أقلعوا عن الخطية فصاروا صديقين ” .
+ قال القديس مقاريوس الكبير:
” كما أن الماء اذا تسقط علي النار يطفئها ويغسل كل ما أكلته . كذلك أيضا التوبة التي وهبها لنا الرب يسوع تغسل جميع الخطايا والأوجاع والشهوات التي للنفس والجسد معا”
+ قال القديس موسى الأسود :
“من كان حكيما وعمل بحكمة فلا ينبغي له أن يسلم وديعته من دون أعمال صالحة كي يستطيع الخلاص من تلك الشدة “.
فلنحرص إذن بقدر استطاعتنا والرب يعين ضعفنا ، لأنه قد عرف أن الإنسان شقي ولذلك وهب له التوبة مادام في الجسد .
+ أيها الحبيب :
ما دامت لك فرصة فارجع وتقدم الى المسيح بتوبة خالصة ، سارع قبل أن يغلق الباب فتبكي بكاء مرا ، فتبلل خديك بالدموع بدون فائدة . أجلس وترقب الباب قبل أن يغلق أسرع وأعزم على التوبة ، فإن المسيح إلهنا يريد خلاص جميع الناس وأتيانهم إلى معرفة الحق وهو ينتظرك وسوف يقبلك .
+ وقال مار اسحق :
” بالحقيقة أن المعمودية والإيمان هما أساس كل خير ، فيهما دعيت ليسوع المسيح لأعمال صالحة . بالإيمان يدرك العقل الأسرار الخفية كما يدرك البصر المحسوسات “.
“المعمودية هي الولادة الأولى من الله . والتوبة هي الولادة الثانية .. كذلك الأمر الذي نلنا عربونه بالإيمان بالتوبة نأخذ موهبته”.
+ التوبة هي باب الرحمة المفتوح للذين يريدونه . وبغير هذا الباب لا يدخل أحد الي الحياة لأن الكل أخطأوا كما قال الرسول : وبالنعمة نتبرر مجانا فالتوبة إذن هي النعمة الثانية وهي تتولد في القلب من الإيمان والمخافة . بر المسيح يعتقنا من بر العدالة وبالإيمان باسمه نخلص بالنعمة مجانا بالتوبة .
+ سئل مرة مار اسحق : ” ما هي التوبة ؟ ” فقال : ” قلب منسحق “
+ التوبة هي أم الحياة ، تفتح لنا بابها بواسطة الفرار من الكل ، نعمة المعمودية التي ضيعناها بانحلال سيرتنا ، تجددها فينا المعمودية بواسطة افراز العقل ، من الماء والروح لبسنا المسيح ولم نحس بمجده ، وبالتوبة ندخل النعيم ، وبنعمة الأفراز التي لنا نتطهر . العادم من التوبة خائب من النعيم المزمع أن يكون ، القريب من الكل بعيد عن التعزية ، اما المبتعد عن الكل بافرازه فهو تائب بحق ، توبة مع احاديث تشبه خابية مثقوبة .
+ مبدأ التوبة هو الاتضاع الذي بلا زي مشوش .
+ التوبة هي لباس الثياب الحسنة الضوئية .
التوبة كثيرون يعدون ويتظاهرون بها ، وليس من يقتنيها بتحقيق إلا المحزون ، وكثيرون يسرعون نحو الحزن ، فلا يجده على الحقيقة إلا الذي قد اقتني الصمت على الدوام ، كل من هو كثير الكلام ويخبر بأمور عجيبة ، أعلم أنه فارغ من الداخل ، الحزن الداخلي هو لجام الحواس .
+ من زل وأخطأ ، وعرف سبب مرضه فإنه بسهولة يشفى بالتوبة .
عواقب الخطية :
+ قال الشيخ :
” لا يوجد أردأ من الإنسان الخاطيء ، لا الخنزير ولا الكلب ولا الضبع ، لأن هذه البهائم قد حفظت رتبتها . أما الإنسان الذي خلق علي صورة الله ومثاله ، فإنه لم يحفظ طقسه . ” فالويل للنفس التي اعتادت الخطية ، فإنها مثل الكلب الذي اعتاد زهومات اللحامين ( الجزارين ) وقاذواتهم ، فهو يضرب ويطرد ، فإذا تخلى قليلا ، عاد ثانية إلى الزهومات ؟، ولا يزال كذلك حتى
يقتل ” .
Discussion about this post