ثمار التوبة
( أ ) الاتضاع
+ قال القديس أنطونيوس : أحب الاتضاع فهو يغطي جميع الخطايا .
ومرة أبصر أنبا أنطونيوس فخاخ الشياطين مبسوطة علي الأرض كلها فتنهد وقال : ” يارب ، من يفلت من كل هذه ؟ ” فأتاه صوت من السماء قائلا : ” المتضعون يفلتون منها ” .
– الاتضاع مع الناس :
– قال القديس انبا انطونيوس :
+ اعلم أن الاتضاع هو أن تعد جميع البشر أفضل منك متأكدا من كل قلبك إنك أكثر منهم خطيئة ، ويكون رأسك منكسا لسانك يقول لكل أحد : ” أغفر لي”
+ اظلم نفسك لكل إنسان تمتلك الاتضاع . والاتضاع يغفر الخطايا كلها .
+ لا تتوهم بأنك عالم وحكيم لئلا يذهب تعبك سدي وتمر سفينتك فارغة .
+ عود لسانك القول في كل شيء وفي كل وقت ولكل أخ والله تعالي : ” أغفر لي ” فيأتيك الاتضاع .
+ ارفض الكبرياء واعتبر جميع الناس أبر منك .
– الاتضاع مع الشياطين :
+ أحضر رهبان القديس انطونيوس اليه رجلا به روح نجس متوسلين اليه أن يقيم صلاة من أجل الرجل المعذب الذي طلب الشيطان أن يلقيه في الماء لكن القديس التمس من الأخوة أن يعفوه . وكان لما مكث الرجل الذي به الروح النجس مدة طويلة أنه لطم أنبا انطونيوس على خده عند ذلك حول له الآخر ففي الحال هرب الروح الشرير .
+ حدث انه لما دخل القديس انطونيوس البرية الداخلية أن الشياطين نظرت اليه منزعجة . فاجتمعت عليه وقالت له : ” يا صبي العمر والعقل . كيف تجاسرت ودخلت بلادنا لننا ما رأينا بشرا آدميا سواك ” وابتدأوا يجاهدونه كلهم .
فقال لهم :
” يا أقوياء ماذا تريدون مني أنا الضعيف المسكين وما هو مقداري حتي تجمعتم كلكم علي . ألا تعلمون أني تراب ووسخ وكلا شيء وضعيف عن قتال أحد اصاغركم ” ، وكان يلقي بذاته علي الأرض ويصرخ ويقول : ” يارب اعني وقو ضعفي . ارحمني يارب فاني التجأت اليك . يارب لا تتخل عني ولا يقو علي هؤلاء الذين يحسبون ؟أني شيء . يارب أنت تعلم أني ضعيف عن مقاومة أحد أصاغر هؤلاء ” .
– فكانت الشياطين اذا سمعت هذه الصلاة المملوءة حياة واتضاعا تهرب منه ولا تقدرعلى الدنو منه .
+ وحدث أن جميع الاركون ( الشياطين ) كل آلات اللهو والطرب واللذات والنعيم والنساء وسائر أنواع الزنى ولذاته .
– أما القديس أنطونيوس
– فكان يغمض عينيه ويقول : ” عجبا منكم . كيف تجعلون لي مقدارا وتحتالون في سقوطي مع أني ضعيف عن مقاومة أحد أصاغركم . أبعدوا عني وعن ضعفي أنا المسكين التراب والرماد ” .
– وبذلك كانت الأفكار تسقط عنه بمعونة الله . والشياطين كانت تحترق لكثرة اتضاعه . ومرات كثيرة كانت الشياطين تحضر له جميع أنواع التخويف والازعاج والتهويل والعذاب . وهو يصرخ الي الله باتضاع ويقول : ” أنقذني يارب بمعونتك ولا تبعد عن ضعفي ” . وللوقت كانت الشياطين تهرب عنه .
– ومرارا كثيرة أيضا كانت الشياطين تهجم عليه وتضربه ضربا مؤلما وهكذا أقام انطونيوس ثلاثين عاما إلى أن نظر الرب يسوع المسيح إلى كثرة اتضاعه وثصبره واحتماله وكسر عنه شدة الأعداء .. صلاته تكون معنا آمين؟
( ب ) إنكار الذات
+ قال القديس اكليميكوس :من يستطيع أن يميت نفسه من كل شيء فذاك يستطيع أن يتفرغ لنفسه بذكر الموت .
+ وتعود الشيخ أنطونيوس أن يقول :
” إن لم يضع الخباز غطاء علي عيني الحيوان فأن الحيوان يلتفت ويأكل اجرته . وبالمثل أخذنا غطاء من صنع الله حتي نعمل الأعمال الصالحة دون أن نراها وبذلك لا ننسب السعادة لنفسنا ونفسد أدرة عملنا ولذلك نترك احيانا لأفكارناالخبيثة حتي نراها فندين أنفسنا ، وحينئذ تصير هذه الأفكار غطاء للأعمال الصالحة القليلة التي نعملها . لأنه إذا لام الإنسان نفسه فإنه لا يفسد
أجرته ” .
+ ومرة طلبت منه أخ أن يصلي من أجله
فقال له الشيخ :
” إنني لا استطيع معاونتك ، والله ذاته لا يستطيع ذلك ما لم تنبغض وتنكر نفسك وتطلب أنت نفسك من الله أن يذكرك ” .
+ ذهب بعض الشيوخ لزيارة القديس انطونيوس وكان معهم القديس يوسف وحاول الشيخ ان يجعلهم يتكلمون كلمة من الكتاب المقدس فايتدأ بسؤال أصغرهم سنا : ” ما معني هذه الكلمة ؟ “
فكان جواب كل واحد أنني لم استطيع بعد فهم هذه الكلمة ” .
وأخيرا سأل الأنبا انطونيوس أنبا يوسف : ” وماذا تقول انت ؟ ” .
فأجابه أنبا يوسف : ” لا أعرف ” .
قال له أنبا أنطونيوس : في الحقيقة يا أبنا يوسف انك وجدت الطريق بقولك ” لا أعرف ” .
( ج ) عدم التذمر
+ قال أنبا انطونيوس : لا تتأفف في عمل ما بل أحب التعب وكن متأنيا لكل بلية تأتيك حتي آخر نسمة من حياتك .
+ ومرة سأل القديس أنطونيوس من الرب أن يخبره عن السبب الذي من أجله يموت أطفال ويعيش الكثير من المتقدمين في السن ، ولماذا هناك مستقيمون فقراء ، وأشرار أغنياء وبعض الناس عمي والبعض يبصرون ، ولم يقاس الصالحون آلام المرض والطالحون أصحاء ، فسمع صوتا قائلا له .
” يا أنطونيوس اهتم بنفسك لأن هذه الأمور هي من أحكام الله “.
( د ) تنقية النفس
+ قال أخوة للأب زينون :
ما معنى المكتوب : أن السموات ليست نقية قدامه ” ؟ فأجابهم : ” أن سكان الأرض أهملوا الفحص عن تطهير خطاياهم وصاروا بفحصون السموات ، فهذا القول ، لما كان هو وحده طاهرا ، لذلك قيل أن السموات غير نقية ازاءه ” .
+ قال القديس باسيليوس :
” الذي يصالح نفسه خير من الذي يصالح الفضلاء ، والذي يدبر نفسه خير من الذي يدبرغيره ” .
+ قال بعض الشيوخ :
” أن الشيطان هو العدو ، وأنت صاحب البيت ، والعدو لا يزال يلقي كل ما يجده من سائر الأوساخ ، فلا تتغافل أنت ، ولا تتوان عن إخراجها أولا بأول لئلا يمتلىء بيتك من الأقذار . ولن تستطيع تنظيفه ، بل اهتم بالتنظيف لتبقي تقيا بنعمة الله .
+ وقال شيخ : ” أن ارفع الصلاح كله هو أن نقلع هذا العشب الذي هو الزوان ، قبل أن يصير غابة ” .
Discussion about this post