زيارة العذراء مريم للقديسة أليصابات
31 أيار/ مايو
أولا : يعد ّعيد البشارة في 25 آذار/ مارس من أهمّ الأعياد في التقويم الكنسي، حيث يحيي ذكرى التجسد الفعلي لمخلصنا الكلمة الذي صار جسداً في رحم أمه مريم. و في الشهر السادس، أُرسِل الملاك جبرائيل من قبل الله إلى مدينة في الجليل، تسمى ناصرة. إلى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود، و اسم العذراء مريم. فلمّا دخل إليها الملاك، قال: “السلام عليك، يا ممتلئة نعمة، الربّ معك، مباركة أنتِ في النساء.” فلمّا رأته اضطربت من كلامه، و فكرت ما عسى أن يكون هذا السلام. فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، فإنّك قد نلتِ نعمة عند الله. و ها أنتِ تحبلين و تلدين ابناً، و تسمينه يسوع. و هذا سيكون عظيماً، و ابن العليّ يدعى. و سيعطيه الربّ الإله عرش داود أبيه، و يملك على آل يعقوب إلى الأبد، و لا يكون لملكه انقضاء. فقالت مريم للملاك: “كيف يكون هذا و أنا لا أعرف رجلاً؟” فأجاب الملاك و قال لها: “إنّ الروح القدس يحلّ عليكِ، و قوة العليّ تظللك. لذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله. و ها إنّ أليصابات نسيبتك قد حبلت هي أيضاً بابن في شيخوختها، و هذا الشهر هو السادس لتلك المدعوّة عاقراً. لأنه ليس أمر غير ممكن لدى الله”. فقالت مريم: “ها أنا أمة الربّ فليكن لي بحسب قولك”. و انصرف الملاك من عندها.
ثانيا : يذكرنا عيد الزيارة في 31 أيار /مايو بحدث عظيم و هو زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات بعد البشارة بفترة وجيزة، و يذكر الإنجيل حدث الزيارة كتعليم هام. في تلك الأيام، قامت مريم و ذهبت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة يهوذا، و دخلت إلى بيت زكريا و سلّمت على أليصابات. فعندما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها و امتلأت أليصابات من الروح القدس. فصاحت بصوت عظيم و قالت: “مباركة أنتِ في النساء، و مباركة ثمرة بطنك. من أين لي هذا، أن تأتي أمّ ربي إليّ؟ فإنّه عندما بلغ صوت سلامك إلى أذنيّ، ارتكض الجنين من الابتهاج في بطني. فطوبى للتي آمنت، لأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الربّ.” فقالت مريم:” تعظّم نفسي الربّ، وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال. لأنّ القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه”. “تطوّبني جميع الأجيال”…. هذه الكلمات في تنبؤ بالإكرام الذي يتوجب على الكنيسة في كلّ الأجيال أن تقدمه للعذراء القديسة. فلتبحث جميع الطوائف التي لا توليها هذا الإكرام عما إذا كانوا معنيين بهذه النبوءة أم لا.
ثالثا : نشيد مريم نشيد مريم هو نشيد يتلى أو يرتل كثيراً في الصلوات المختلفة و خصوصاً بعد تلاوة المسبحة الوردية. تعظّم نفسي الربّ، وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال. لأنّ القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه. صنع عزّاً بساعده، وشتّت المتكبرين بأفكار قلوبهم. حطّ المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين. أشبع الجياع خيراً والأغنياء أرسلهم فارغين. عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته، كما كلّم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد. |
صلاة
يا ربنا العظيم، يذكّرنا عيد زيارة مريم لأليصابات بأنّك إله الفرح، و أنّك تفي بوعودك دائماً. إنني أسأل الأمّ الطوباوية أن تشفع فيّ عندما أشعر بأنّ همّتي قد ثبطت، فتعظمك نفسي يا ربّ دائماً. فلتذكرني مريم بوعودك و صدقك عندما تغمرني مصاعب الحياة بالظلام. أعطني روحاً يفرح بك يا مخلصي، من أجل كلّ الأمور العظيمة التي فعلتها من أجلي و التي ستستمر في إغداقها علي، لأنّك و بكلّ بساطة تحبني. أشكرك من أجل كلّ ما فعلته وستفعله.
يا قديسة مريم، صلّي لأجلي.
آمين.
Discussion about this post