الأحد الثالث بعد الدنح
المعمودية والمسلك المسيحي
إنجيل القديس يوحنا 3/1-8
يحدثنا الرب يسوع عن الولادة الجديدة من الماء والروح بالمعمودية. وهي ولادة تؤهل المعمد ليرى سرّ ملكوت الله المتجلي في شخص المسيح، وتدخله في هذا الملكوت الذي يجد بدايته في الكنيسة واكتماله في السماء، عند نهاية الأزمنة.
أولاً، شرح نص الإنجيل
1. معمودية الشوق والمعمودية الأسرارية
كان يسوع في أورشليم، بمناسبة عيد الفصح، بعد أن حول الماء خمراً في عرس قانا الجليل، وبعد أن شهد له يوحنا المعمدان أنه ” حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم ” (يو1/29)، وأنه ” يعمد بالروح القدس” (يو1/33). قصده ليلاً نيقوديمس، رئيس اليهود في اورشليم، بعيداً عن الأنظار، تجنباً للحساسيات والانتقادات من قبل اليهود، وأعلن ” فعل إيمانه” بيسوع: “ رابي، يا معلم، نحن نعلم انك جئت من الله معلماً، لأنه لا أحد يقدر أن يعمل الآيات التي أنت تعملها ما لم يكن الله معه” ( يو3/2).
كان هذا الإيمان بالمسيح كافياً، ليعلن الرب يسوع بطريقة غير مباشرة ولادة نيقوديمس الجديدة بمعمودية الشوق: ” الحق الحق أقول لك: لا أحد يقدر أن يرى ملكوت الله ما لم يولد من جديد” (يو3/3).
في أساس معمودية الشوق الإيمان بالمسيح. فالمعمودية هي سرّ الإيمان، وهي أداته وعلامته، على ما يقول الرب يسوع: ” من آمن واعتمد يخلص”(مر16/16). وهذا ما قاله أيضاً بطرس الرسول لحارس سجن فيليبي حيث اعتقل مع سيلا: “آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك”( اعمال86/31). نقرأ في”التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية” إن الإيمان المطلوب للمعمودية ليس الإيمان الكامل والناضج، بل بداية إيمان ينبغي أن ينمو بعد المعمودية (عدد1253).
معمودية الشوق هي أن كل إنسان يجهل إنجيل المسيح والكنيسة، لكنه يبحث عن الحقيقة ويصنع إرادة الله وفقاً لفهمه لها، يستطيع أن يخلص. ذلك إنه يوجد لديه إرادة ضمنية وشوق لقبول المعمودية لو استطاع إليها سبيلاً أو أدرك ضرورتها (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1260). وتعلّم الكنيسة أن ” كل الذين لم يعرفوها، لكنهم عاشوا بموجب الهامات النعمة الإلهية باحثين عن الله وباذلين جهدهم لاتمام ارادته، انما يخلصون بالمسيح ولو لم يعتمدوا” (المرجع نفسه، 1281؛ الدستور العقائدي ” في الكنيسة”، 16).
اقتبل نيقوديمس معمودية الشوق عندما أعلن إيمانه بالمسيح ” فرأى ملكوت الله” في شخص يسوع بالذات.
أما المعمودية الأسرارية، التي حدّث يسوع عنها نيقوديموس، فتتم بالماء والروح و ” تُدخل”المعمَّد في عمق الشركة مع الله، وتجعله عضواً حياً هو الكنيسة: “الحق الحق أقول لك: لا أحد يقدر ان يدخل ملكوت الله ما لم يولد من الماء والروح” (يو3/5).
إن كل معمد، سواء بمعمودية الشوق أو بالمعمودية الأسرارية، مدعو ليعيش بحسب مقتضيات الروح الإلهي الذي ناله،” فالمولود من الجسد هو جسد، والمولود من الروح هو روح” (يو3/6). كشف بولس الرسول أن هذه المقتضيات هي ” ثمر الروح” أي: “المحبة والفرح والسلام والأناة واللطف والصلاح والثقة والوداعة والعفاف” (غلاطية 5/22-24). وفي المقابل كشف بولس أن “أعمال الجسد” واضحة وهي: “الفجور والنجاسة والعهر وعبادة الأوثان والسّحر والعداوة والحسد والسّكر وما أشبه ذلك”. وأضاف “أنبهكم أن الذين يعملون مثل هذه الأعمال لن يرثوا ملكوت الله” (غلاطية 5/19-21).
2. ملكوت الله
أعلن الرب يسوع في حديثه مع نيقوديمس ملكوت الله وعناصر ارتباطه بالمسيح والكنيسة. نجد شرح هذا الموضوع بالتفصيل، مع إزالة كل التباس بشأنه، في الوثيقة الصادرة عن مجمع عقيدة الإيمان بعنوان: “إعلان الرب يسوع، حول وحدة وشمولية الخلاص بيسوع المسيح والكنيسة ” (6 آب 2000).
ملكوت الله هو اعتلان تصميم الله الخلاصي وتحقيقه بكامله (عدد19)، وهو ذو بعد اسكاتولوجي يعني أن تصميم الخلاص، الذي أصبح حاضراً في الزمن، لا يتحقق بشكله النهائي والكامل إلا في نهاية التاريخ واكتماله (عدد18).
لقد ظهر ملكوت الله وتحقق بشخص يسوع المسيح، كما كشف هو لنيقوديمس بقوله: ” لا أحد يقدر أن يرى ملكوت الله ما لم يولد من جديد” (يو3/3). ونيقوديمس رآه عندما أعلن إيمانه بيسوع: إنه المعلم المرسل من الله الذي يأتي آيات لا يصنعها إلا من كان الله معه (انظر يو3/2).
الكنيسة هي العلامة والاداة لملكوت الله: تعلنه كعلامة وتحققه كأداة (اعلان عدد18). ولهذا تسمى “زرع الملكوت وبدايته على الأرض” (الدستور العقائدي في الكنيسة،5). إن لفظة “ملكوت” تعني الأشخاص البشريين والمجتمع والعالم بكامله. و” العمل في سبيل الملكوت” يعني الإقرار بالدينامية الإلهية الحاضرة في التاريخ البشري، وتعزيزها وتفعيلها بحيث تحوّل هذا التاريخ. الكنيسة تعلن وتعمل، وبهذا هي أداة. أما ” بناء الملكوت” فيعني العمل على تحرير التاريخ البشري من الشر بكل اشكاله، وبذلك يظهر ملكوت الله للعيان وتكون الكنيسة علامة له (اعلان، عدد19).
وبما أن ” تصميم الله الخلاصي” الظاهر في تاريخ البشر والمتحقق في المسيح، يهدف إلى ” اتحاد الجنس البشري بالله اتحاداً عميقاً، وإلى وحدته بكليته”، فالكنيسة هي العلامة والأداة لهذا الاتحاد ولهذه الوحدة” (اعلان، عدد18؛ الدستور العقائدي في الكنيسة،1)؛ وهي ” الشعب الذي يستمد وحدته من وحدة الآب والابن والروح القدس؛ وهي “مملكة المسيح الحاضرة سرياً في العالم، وتشكل زرع هذه المملكة ومبدأها ( الدستور العقائدي في الكنيسة 3 و4).
وعندما تكلم يسوع عن سرّ المعمودية بقوله: ” لا أحد يقدر أن يدخل ملكوت الله ما لم يولد من الماء والروح” ( يو3/5)، إنما تكلم عن السّر الذي تمنحه الكنيسة-الأداة، في واقعها المنظور والاجتماعي. لكن عمل المسيح والروح القدس لا ينحصران ضمن حدود الكنيسة المنظورة ( رسالة الفادي، 18). ولهذا “يهبّ الروح، كالريح، حيث يشاء” (يو3/8). بالمعمودية ندخل في شركة اتحاد مع الله الثالوث بواسطة الكنيسة- الأداة، وندخل في شركة ووحدة مع جماعة المعمدين وسط الكنيسة- العلامة.
1- سرّ المعمودية ورموزها
المعمودية هي سرّ الولادة الثانية لحياة جديدة من الماء والروح كأبناء لله. بها نتحرر من الخطيئة الأصلية والخطايا الشخصية ونمتلىء من الحياة الإلهية، ونصبح أعضاء في جسد المسيح وهياكل الروح القدس، ونندمج في الكنيسة، ونغدو شركاء في كهنوت المسيح ورسالة الكنيسة؛ وبذلك تكون المعمودية الباب الذي يُدخلنا إلى باقي الأسرار ( التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1279؛ عرض مختصر للايمان الكاثوليكي،110).
يحقق الروح القدس آيات هذا السّر ومفاعيله بقوة حلوله، ويجعل ثمار موت المسيح وقيامته حاضرة في المعمّد، فيموت مع المسيح عن إنسان الخطيئة القديم، ويقوم معه إنساناً جديداً بالنعمة ( مختصر الايمان الكاثوليكي،111).
أما رموز المعمودية فهي أولاً الماء: وهو رمز الموت والقيامة والولادة الجديدة على شبه يسوع المسيح. فبالمعمودية نولد من أحشاء الماء كما ولد يسوع من أحشاء مريم، وبها نبدأ رسالتنا كمسيحيين مثلما بدأها هو معتمداً في ماء الأردن، ونقتدي بدينامية موته وقيامته، في حياة جديدة نسلكها.
الماء هو رمز الحياة. إنه جوهري للحياة على الأرض، فلا يمكن أن نتصور حياة بدون ماء. الكائن البشري مؤلف في معظمه من الماء الذي ينقل الغذاء من الخلايا وإليها. الجنين محاط بالماء في بطن أمه، الذي يوفرّ له البيئة الملائمة لنموه وتطوره. على صعيد أوسع، الماء يغطي ثلثي مساحة الأرض، وينظم حرارتها فيجعل مناخها مناسباً لإمكانية حياة كائناتها البشرية والحيوانية والنباتية. اعتادت الكنيسة على تبريك الماء في عيد الغطاس تذكاراً لمعمودية المسيح ومعموديتنا والتزاماً منا بعيش مواعيدها ومفاعيلها، وفي عيد ارتفاع الصليب تذكاراً لموت المسيح وقيامته ولمشاركتنا في سرّه الفصحي، والتزاماً منا بالعيش حسب مقتضيات الروح والحياة الجديدة. كل ذلك بقدرة الماء المبارك بحلول الروح عليه.
هناك رموز أخرى هي: زيت العماد الذي يمسح به الكاهن جبين المعمّد علامة للصراع ضد الأرواح الشريرة؛ والثوب الأبيض الذي يلبسه المعمد علامة لحالة النعمة؛ والشمع علامة الاشعاع المسيحي؛ والزياح إعلان للكنيسة، جماعة المؤمنين، عن انتماء عضو جديد اليها؛ والبركة بأيقونة العذراء علامة البنوة الروحية بالنعمة لمريم ام المسيح وامنا؛ وأخيراً اسم المعمودية هو اسم القديس الذي يتخذه المعمّد شفيعاً وقدوة.
المعمودية هي السّر الأول من أسرار التنشئة المسيحية الثلاثة، إلى جانب سرّي الميرون ( التثبيت) والقربان ( المناولة). سرّ الميرون ” يثبّت المعمد في ملء نعمة العماد ويشدده برباط أوثق في الكنيسة، ويملأه من مواهب الروح القدس السبع: الحكمة والعلم والمعرفة ( للعقل والإيمان)، والمشورة والقوة ( للإرادة والرجاء)، والتقوى ومخافة الله ( للقلب والمحبة). يتألف الميرون من زيت معطّر يباركه البطريرك يوم خميس الأسرار، ويرمز إلى مسحة الروح القدس التي تحقق فينا حلوله كما حلَّ يوم العنصرة على الرسل ومريم، الكنيسة الناشئة، ويجعلنا شهوداً ناشطين للمسيح ( مختصر الايمان الكاثوليكي،118-119). مناولة القربان، جسد المسيح ودمه، هي الغذاء الذي ينمي الحياة الإلهية فينا، فالغذاء هو المسيح ذاته الذي هو كل الخير الروحي. تمحو المناولة خطايانا العرضية، وتعطينا المناعة للانتصار على التجارب، وتوحّدنا مع جماعة المؤمنين، جسد المسيح السرّي، وتمنحنا عربون المجد الأبدي ( المرجع نفسه،128).
2- الأسرار السبعة تكمّل مرحل الحياة الطبيعية:
حياة الانسان الطبيعية تولد من الزواج وحياته الفائقة الطبيعة من سرّ المعمودية؛ الإنسان ينمو ويتقوى بالمناعة، وحياته الجديدة تنمو بمسحة الروح القدس؛ الحياة الطبيعية تتغذى بالطعام، والحياة الجديدة بسر القربان، جسد المسيح ودمه؛ الأنسان يمرض ويتعافى بالتطبيب، وبسّر التوبة تشفى النفس من خطيئتها؛ الإنسان يتحرر من آثار المرض بالنقاهة، وبسر مسحة المرضى يتعافى نفساً وجسداً من آثار الخطيئة؛ الإنسان ينتظم في حياة اجتماعية للخير العام، وبسر الكهنوت يحظى برعاية تقوده إلى الخلاص الأبدي؛ الحياة البشرية تتواصل في الوجود جيلاً بعد جيل بالتوالد، وبسّر الزواج تستمر الكنيسة وتنمو وإيمانها يتناقل ليشمل جميع الناس في ملكوت الله ( القديس توما الاكويني).
**
ثانياً، الخطة الراعوية
في النص 9 عن العلمانيين، استعاد المجمع البطريركي الماروني تعليم الكنيسة حول مفاعيل المعمودية في المؤمنين وقد أصبحوا بالمعمودية ومسحة الميرون جسداً واحداً مع المسيح. منهم تألف شعب الله، وأصبح كل معمّد، بحسب مواهبه وإمكاناته ومكانته، شريكاً في وظائف المسيح النبوية والكهنوتية والملوكية، من خلال الكهنوت العام. هذا الكهنوت عبّرعنه القديس اغسطينوس بالقول: ” كما أننا ندعى جميعاً مسيحيين بسبب المسحة السرّية، كذلك ندعى جميعاً كهنة، لأننا جميعاً أعضاء في جسد الكاهن الأوحد، ولأن الرأس والجسد يؤلفان المسيح الكلي” ( مدينة الله،20/10). هذا الكهنوت العام أعلنه صريحاً بطرس الرسول: ” أنتم جيل مختار، كهنوت ملوكي، أمّة مقدسة، شعب مقتنى، لتخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب” (1 بطرس2/4و5و9).
يذكّر المجمع ان المعمّدين مدعوون من خلال كهنوتهم العام الى القداسة، وإلى العمل كالخمير من الداخل على تقديس العالم، من خلال أعمالهم اليومية ومهامهم وحياتهم الزوجية والعائلية ونشاطاتهم الزمنية على مختلف المستويات، جاعلينها قرابين روحية مرضية لله بيسوع المسيح، تنضم إلى قربان جسد الرب ودمه في الأفخارستيا لترفع بكل تقوى غلى الآب (النص 9، عدد8 و9). أما تعليم الكنيسة الذي استعاده المجمع البطريركي الماروني فنجده في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني وبخاصة الدستور العقائدي في الكنيسة ” نور الامم” (الفصل الرابع)، وفي الإرشاد الرسولي: ” العلمانيون المؤمنون بالمسيح” (الفصل الاول)، والأرشاد الرسولي ” رجاء جديد للبنان” ( الاعداد 45-51).
1- يوصي المجمع البطريركي الماروني بالعمل على إشراك المؤمنين العلمانيين في الهيكليات الكنسية، على مستوى الرعايا والأبرشية، وهي العاملة في خدمة الكلمة والتعليم، النعمة والتقديس، المحبة والشركة المتضامنه. نذكر من بين هذه الهيكليات المجالس الراعوية، وهيئات الشؤون الاقتصادية، ولجان ادارة الوقف، والمنظمات الرسولية على اختلاف أنواعها، وجوقة الكنيسة، وفريق السهرات الإنجيلية، ولجنة تحضير المناولة الأولى، ولجان راعوية العائلة، ولجان الشبيبة، ولجان التعليم المسيحي، ولجان إدارة صندوق الخدمات الاجتماعية والإنمائية، ولجان كاريتاس لبنان، وسواها من المنظمات الخيرية لخدمة المرضى والفقراء والمسنين والمعاقين، والانخراط في العمل الليتورجي (النص 9، عدد32/3ً).
الخطة الراعوية تقتضي التفكير معاً حول أمرين: تعزيز المشاركة في الهيكليات الكنسية والرسالة، ووسائل تنشئة العلمانيين على دورهم وحسن مشاركتهم.
2. ويوصي المجمع بتنشيط الحركات والمنظمات الرسولية والجماعات العيلية في الرعايا، بإنشائها وأرشادها وتنشئتها وفقاً لمقاييس الانتماء اليها: السعي الى تقديس الذات، قبول حقائق الايمان والمجاهرة بها في المسلك والموقف، تمتين اواصر الوحدة والشركة في الرعية والأبرشية، تثقيف الذات دينياً والمشاركة في إعلان الإنجيل، وأخيراً العمل على خدمة المحبة في الرعية وإحلال العدالة وشدّ روابط الأخوّة (العلمانيون المؤمنون بالمسيح،30) (النص 9، عدد 32/3ً). إنها خلايا فاعلة في حياة الرعية ورسالتها. ويوصي بالتنسيق بين المنظمات الرسولية وسواها من القوى الحية في الرعية، بإنشاء المجلس الرعوي وما يتفرع عنه من لجان، وتفعيل دوره وفقاً لنظامه الذي أقرّه الشرع الخاص بالكنيسة المارونية ( النص 9، عدد32/6ً).
صلاة
يا يسوع الراعي الصالح، بارك كل العاملين في خدمة الكلمة لكي يصلوا بجميع الناس إلى اكتشاف المعنى الأصيل للحياة المسيحية، ولكي، غذا أصغوا الى صوتك، يتبعوك بفرح وسخاء.
بارك رعايانا وحوّلها إلى جماعات حيّة تنعشها الصلاة والحياة الليتورجية، ويجددها السماع الواعي لكلمتك، وتحييها المحبة السخية لك وللأخوة.
يا مريم، سلطانة الرسل، سلي الرب يسوع أن يفيض روحه القدوس على المؤمنين العلمانيين، رجالاً ونساءً، ليضطلعوا تماماً بدعوتهم ورسالتهم، ويسهموا في بناء حضارة الحقيقة والمحبة على الأرض، حسب رغبة الرب ولمجده. آمين. ( صلاة البابا يوحنا بولس الثاني)
Discussion about this post