تساعيّة القدّيسة فيلومينا
١٠ كانون الثاني
باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.
القسم المشترك اليومي
يا قديسة فيلومينا، صلّي لأجلي خلال هذه التساعية التي أقدّمها لك. أنتِ التي تعرفين، أنه لي أمل بشفاعتك، (يحدّد الطلب) أنتِ التي وَضع فيها “خوري آرس” كلّ ثقته، أنا أيضًا أثق بك!
يا قديسة فيلومينا “العذراء والشهيدة” صلّي لأجلنا.
اليوم الأوّل
يا قدّيسة فيلومينا، ها أنا أنتقل بالفكر، إلى هذه المقبرة الرومانية، التي وُضِعَت فيها رفاتك المقدّسة، وبقيت مطمورة لعقود. ها أني أُكرّم هذه الذخائر، العائدة لعذراء شهيدة من أزمنة الكنيسة الأولى، وأقرأ على الأحجار الثلاث التي تشكّل مقبرتك هذه العبارة الجميلة: “السلام معك يا ابنة النور”.
يا قدّيسة فيلومينا، إسمك يعني المحبوبة، نعم بالفعل، فإنّ فضائلك المبكّرة، ونقاوتك العذرية، وشجاعتك في التضحية، قد جعلتكِ تستحقينأن تكوني هنا، حتى قبل أن تكوني كذلك في السماء، من بين النفوس التي أحبَّها يسوع المسيح بشكل خاص. وفي الوقت الحاضر، وبعد ارتقائك الدامي، ها أنتِ ترقدين بسلام، في المجد الأبدي.
يا قديسة فيلومينا، إجعليني أبتعد عن الخطيئة، وأبقى في النعمة، وأملك على الدوام سلام الضمير الحي، لكي أحظى بمكانة مميّزة في قلب الآب السماوي. آمين.
اليوم الثاني
يا قدّيسة فيلومينا، لم تخرج مقبرتك المتواضعة من طيّ النسيان إلّا فجر القرن التاسع عشر. فحتى ذلك التاريخ، كنّا نجهل حتى وجودك واسمك. فكيف كانت حياتكِ على الأرض؟ نحن لا نعلم، نحن نعرف فقط، أنها انتهت بعد سنوات قليلة. وأنها كانت متواضعة تمامًا كقبرك. كم أنكِ تعكسين الحياة الخفيّة والمتواضعة! إنها حياة يسوع المسيح في الناصرة، هكذا كانت حياتكِ، يا أيّتها العذراء الشهيدة. علّميني كيف أقدّرُ ذلك وأحبُّه. إجعليني أحتقر غرور العالم الملآن بالذنوب، واجعليني على مثالك أتعلّق بواجبات وجودي مهما كانت متواضعة وشاقّة، لكي أتمكّن من خلال تحقيقها، أنا أيضًا، أن أتمّم الإرادة الإلهية. آمين.
اليوم الثالث
يا قدّيسة فيلومينا، لقد منحَتكِ الكنيسة لقب “العذراء”، فلقد ارتفعتِ في ربيع حياتكِ، وبقيتِ تقيّةً وسط عالمٍ وثنيّ فاسد ومُفسِد، فأنتِ أشبه بزهرةٍ جميلة دامية يفوح عطرها عبر الأجيال ليصل إلينا. أليس حبكِ للعذريّة هو الذي جعلكِ تقبلين بكرمٍ عظيم الشهادة؟
يا أيّتها القديسة الصغيرة، هل الزمن الذي نعيشُ فيه أقلّ سوءًا من الذي عشتِ فيه؟ كم من المخاطر تتعرّضُ لها النفوس المؤمنة! إحفظيني في وسط هذا العالم. أعطني في الوقت نفسِهِ حبَّ الصلاة، التي تُبعد عني المهالك والتي، كما كان يقول صديقُك القديس “خوري آرس”: “تُعيدُ نفوسًا طاهرة قويّة إلى قلب الربّ الطيّب”. آمين.
اليوم الرابع
يا قديسة فيلومينا، مع لقب “العذراء” منحتكِ الكنيسة لقب “الشهيدة”. فهذه العفذة المرسومة على قبرك تُثبت أنّكِ أًعطيتِ فعلًا ليسوع المسيح شهادةً عُليا في المحبة. في سنّ الثالثة عشرة، تركتِ الأرض فيما كانت الحياة تبتسم لك، وكلّها آمال. ولكنّكِ، ولكي تتجنّبي الموت، كان لا بدّ من نكران الله، إلّا أنكِ لم تشائي ذلك. يا أيّتها القديسة الشهيدة، أنتِ تُعلّمينا كم هو ثمين كنز إيماننا. أنتِ تعلّمينا أيضًا أنّه علينا جميعًا أن نتحمّل، لا بل أن نعاني عوضًا عن ترك ممارساتنا الدينية والخضوع لقوانين الكنيسة. إحصلي لي على القوّة في الصعاب، وفي الآلام والأمراض، وعلى الشجاعة لكي أقوم بكلّ التضحيات الضروريّة حبًّا بالله. آمين.
اليوم الخامس
يا قديسة فيلومينا، في مونيانو – إيطاليا، أظهرتِ أوّلًا قدرتكِ الحريصة. فبالكاد تمّ تكريم رفاتكِ الغالية هناك حتى تكاثرَت العجائب العائدة لشفاعتكِ. عند أسفل ذخائركِ شفَيتِ بشكلٍ خاص إنسانة على فراش الموت أُحضرت من فرنسا، وهي بدورها أسّست في ليون العمل المذهل المعروف بـ”نشر الإيمان”. وهذا الشفاء قد دفع الحبر الأعظم، غريغوريوس السادس عشر، إلى الموافقة على تكريمكِ الذي كان قد انتشر. “إنها قديسة كبيرة” قال البابا ليون الثاني عشر.
نعم يا محبوبة المسيح، نحن نؤمن أنّك فعلًا قديسة عظيمة. فهنالك قرية في فرنسا وهي “آرس” قد شهدت لعجائبكِ. لم تنقص قدراتكِ، فأُطلق عليكِ تسمية “القديسة تريز الصغيرة في أزمنة الكنيسة الأولى” كما بالنسبة لشقيقتك الصغيرة، ألا تمضي سماءك وأنت تقومين بأعمال الخير على الأرض؟ آمين.
اليوم السادس
يا قديسة فيلومينا، خلال ثلاثين سنة لم يتوقّف كاهن من فرنسا قامت الكنيسة بتقديسه، وهو “خوري آرس” عن التضرّع إليك. وكان يسمّيكِ قديسته الصغيرة، وقنصله، والقائمة بأعماله لدى الله. فمن خلالك، حصل القديس جان-ماري فيانيه من الله على النِعم والعجائب اللامحدودة. وبناءً لطلبه، تشفين النفوس والأجساد. في الحقيقة تبدين كأنك تطيعينه كما يطيع الولد أباه. فإنّ الصلاة الحارة تجد إلى قلبك دومًا طريقًا أيّتها “العذراء الشهيدة” الطيّبة. لذلك، ومستلهمًا مثل “خوري آرس”، أَحضر أمامك، إن كنتِ تريدين امتحان إيماني، أعطيني مع المثابرة على الصلاة، الثقة الأكيدة بأنّ الله الذي تصلّين له، سوف يمنحني النعم المرجوّة. آمين.
اليوم السابع
يا قديسة فيلومينا، حُكيَ أنه في حياة “خوري آرس”، كنتِ تظهرين له لكي تريحيه في وسط النزاعات التي كان يواحهها مع الجحيم. كنتِ “تنزلين من السماء مضيئة وجميلة” وتحملين له انعكاسات الروائع الإلهية. ألم يكن يقول بلغته البسيطة مع القديسة العذراء والقديسة فيلومينا، نحن نعرف بعضنا جيّدًا”؟ أيّتها القديسة الشجاعة، أنا أيضًا أرغب في أن أعرفكِ، أنت والعذراء المباركة التي تسحق رأس الثعبان الجهنّمي. الشيطان يُكثر من محاولاته ضد الأنفس المعمّدة. فهو يحقد، بشكل خاص، على الأنفس الأصغر سنًّا.
يا أيّتها القديسة، “قديسة خوري آرس”، إجعلي غضب الشيطان غير فعّال. إمنحيني نعمة أن أبتعد عن الخطيئة، لكي لا يكون له عليّ سلطان. قوّيني وسط التجارب وامنحيني النصر. آمين.
اليوم الثامن
يا قديسة فيلومينا، إنّ حقائق الإنجيل ستختفي شيئًا فشيئًا إذا لك تنتعش النفوس من جديد بروح الإيمان. فمع نهاية الثورة الكبرى التي تراكم فيها الخراب، عُرِفتِ بأنكِ مرسلت الله والرسول الذي يفوق الطبيعة. فلقد أعادت عجائبك وأحيت الإيمان في كثير من النفوس.
رسالتك، يا عذراء المسيح، لم تنته بعد، فإنّ الرغبة في الملذات الأرضية والشغف السيء والقواعد الشاذة، وغياب القداسة والأخلاق، قد أعاثوا خرابًا في الكثير من النفوس في زمننا وبلدنا. فالمجرمون يضطهدون الدين، الذي يعزّي قلب المتواضعين والصغار. حاربي، أرجوك، أعمالهم الشاذة، واجعليني أكون مثالًا في ممارسات إيماني. آمين.
اليوم التاسع
يا قديسة فيلومينا، بعد الإضطهادات على الأرض، وبعد عذابات الشهادة، ترقدين بسلام. تنعمين برؤية الله الذي لطالما أحببته من دون حدود، وقبلتِ لأجله كل آلامكِ وعذاباتك بفرح، فكان لك النصر الأبدي. كم أنتِ سعيدة الآن!
أمّا أنا، فما زلتُ في المنفى بعيدًا عن بيت أبينا. أنظري إليّ نظرات قلبي المتّجهة نحوكِ، واسمعي تضرّعي إليكِ.
أرجو أن لا تنتهي هذه التساعيّة قبل أن تحصلي لي على النعمة التي طلبتها بشفاعتك، أيّتها القديسة الطيّبة والقديرة، وأن تستمرّي في مساعدتي وحمايتي. وبواسطتك أتضرّع لنيل الرحمة الإلهية، والسعادة في أن أشاهد معكِ، ومع “خوري آرس” القديس، مَن جَعل في السماء أفراحًا أبدية للمختارين. آمين.
صلاة
أيتها الشهيدة الشجاعة، التي آثرت الموت تحت العذاب على إهانة الله الكلّي الطيبة. علّمي أبناءنا الخوف الحقيقي من الخطيئة، والمحبة العميقة للفضيلة الحقّة. إنني أتضرّع إليكِ أيّتها القديسة فيلومينا أن تنالي لهم الشجاعة لتحمّل الاضطهادات والعذابات بشجاعة فلا يتنطروا لله الكلّي القدرة.
إنني أسألكِ هذه النعمة وكلّي ثقة أيّتها القديسة فيلومينا لأنني أعرف أنك تستطيعين أن تنالي من الله كل شيء، أنت التي وهبته كل شيء، وأعلم أيضًا أنك لن ترفضي أبدًا الإصغاء لابتهالات من يطلبون منك ضارعين، الخلاص الأبدي لأبنائهم. آمين.
Discussion about this post