وكان ذات يوم وأبناؤه وبناته ياكلون ويشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر إن رسولا جاء إلى أيوب وقال. البقر كانت تحرث والاتن ترعى بجانبها فسقط عليها السبئيون وأخذوها وضربوا الغلمان بحد السيف ونجوت انا وحدي لأخبرك. وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. نار الله سقطت من السماء فاحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم ونجوت انا وحدي لاخبرك. وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. الكلدانيون عيّنوا ثلاث فرق فهجموا على الجمال واخذوها وضربوا الغلمان بحد السيف ونجوت انا وحدي لاخبرك. وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. بنوك وبناتك كانوا ياكلون ويشربون خمرا في بيت اخيهم الاكبر واذا ريح شديدة جاءت من عبر القفر وصدمت زوايا البيت الاربع فسقط على الغلمان فماتوا ونجوت انا وحدي لاخبرك. فقام ايوب ومزّق جبّته وجزّ شعر راسه وخرّ على الارض وسجد وقال عريانا خرجت من بطن امي وعريانا اعود الى هناك. الرب اعطى والرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا. في كل هذا لم يخطئ ايوب ولم ينسب لله جهالة
وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم ليمثل امام الرب. فقال الرب للشيطان من اين جئت. فاجاب الشيطان الرب وقال من الجولان في الارض ومن التمشي فيها. فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب. لانه ليس مثله في الارض. رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. والى الآن هو متمسك بكماله وقد هيّجتني عليه لابتلعه بلا سبب. فاجاب الشيطان الرب وقال. جلد بجلد وكل ما للانسان يعطيه لاجل نفسه. ولكن ابسط الآن يدك ومس عظمه ولحمه فانه في وجهك يجدّف عليك. فقال الرب للشيطان ها هو في يدك ولكن احفظ نفسه
فخرج الشيطان من حضرة الرب وضرب ايوب بقرح رديء من باطن قدمه الى هامته. فاخذ لنفسه شقفة ليحتك بها وهو جالس في وسط الرماد. فقالت له امرأته أنت متمسك بعد بكمالك. بارك الله ومت. فقال لها تتكلمين كلاما كإحدى الجاهلات. أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل . في كل هذا لم يخطئ أيوب بشفتيه
فلما سمع أصحاب ايوب الثلاثة بكل الشر الذي أتى عليه جاءوا كل واحد من مكانه. اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وتواعدوا ان يأتوا ليرثوا له ويعّزوه. ورفعوا اعينهم من بعيد ولم يعرفوه فرفعوا اصواتهم وبكوا ومزّق كل واحد جبّته وذروا ترابا فوق رؤوسهم نحو السماء. وقعدوا معه على الأرض سبعة أيام وسبع ليال ولم يكلمه أحد بكلمة لأنهم رأوا أن كآبته كانت عظيمة جدا
بعد هذا فتح أيوب فاه وسبّ يومه وأخذ أيوب يتكلم فقال
ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه والليل الذي قال قد حبل برجل. ليكن ذلك اليوم ظلاما. لا يعتن به الله من فوق ولا يشرق عليه نهار. ليملكه الظلام وظل الموت. ليحل عليه سحاب. لترعبه كاسفات النهار. أما ذلك الليل فليمسكه الدجى ولا يفرح بين أيام السنة ولا يدخلنّ في عدد الشهور. هوذا ذلك الليل ليكن عاقرا. لا يسمع فيه هتاف. ليلعنه لاعنو اليوم المستعدون لإيقاظ التنين. لتظلم نجوم عشائه. لينتظر النور ولا يكن ولا ير هدب الصبح. لأنه لم يغلق أبواب بطن أمي ولم يستر الشقاوة عن عينيّ. لم لم أمت من الرحم. عندما خرجت من البطن لم لم أسلم الروح. لماذا أعانتني الركب ولم الثدي حتى أرضع. لأني قد كنت الآن مضطجعا ساكنا. حينئذ كنت نمت مستريحا مع ملوك ومشيري الأرض الذين بنوا أهراما لأنفسهم أو مع رؤساء لهم ذهب المالئين بيوتهم فضة أو كسقط مطمور فلم اكن. كأجنّة لم يروا نورا. هناك يكف المنافقون عن الشغب وهناك يستريح المتعبون. الاسرى يطمئنون جميعا. لا يسمعون صوت المسخّر الصغير كما الكبير هناك العبد حر من سيده
لم يعطى لشقي نور وحياة لمري النفس الذين ينتظرون الموت وليس هو ويحفرون عليه أكثر من الكنوز المسرورين إلى أن يبتهجوا الفرحين عندما يجدون قبرا. لرجل قد خفي عليه طريقه وقد سيج الله حوله. لأنه مثل خبزي يأتي انيني ومثل المياه تنسكب زفرتي لاني ارتعابا ارتعبت فأتاني والذي فزعت منه جاء عليّ. لم أطمئن ولم أسكن ولم استرح وقد جاء الرجز
ايوب 1: 1-3: 26
فأجاب الرب أيوب من العاصفة وقال من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة. اشدد الآن حقويك كرجل. فإني اسألك فتعلمني. أين كنت حين أسست الأرض. أخبر إن كان عندك فهم. من وضع قياسها. لأنك تعلم. أو من مدّ عليها مطمارا. على اي شيء قرّت قواعدها أو من وضع حجر زاويتها عندما ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله
ومن حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم. إذ جعلت السحاب لباسه الضباب قماطه وجزمت عليه حدّي وأقمت له مغاليق ومصاريع وقلت إلى هنا تأتي ولا تتعدى وهنا تتخم كبرياء لججك
هل في أيامك أمرت الصبح. هل عرّفت الفجر موضعه ليمسك بأكناف الأرض فينفض الأشرار منها. تتحول كطين الخاتم وتقف كانها لابسة. ويمنع عن الأشرار نورهم وتنكسر الذراع المرتفعة
هل انتهيت إلى ينابيع البحر أو في مقصورة الغمر تمشّيت. هل انكشفت لك أبواب الموت أو عاينت أبواب ظل الموت. هل أدركت عرض الأرض. أخبر إن عرفته كله
أين الطريق الى حيث يسكن النور. والظلمة أين مقامها حتى تاخذها الى تخومها وتعرف سبل بيتها. تعلم لأنك حينئذ كنت قد ولدت وعدد أيامك كثير
أدخلت إلى خزائن الثلج أم أبصرت مخازن البرد التي أبقيتها لوقت الضر ليوم القتال والحرب. في أي طريق يتوزع النور وتتفرق الشرقية على الأرض. من فرّع قنوات للهطل وطريقا للصواعق ليمطر على أرض حيث لا إنسان. على قفر لا أحد فيه. ليروي البلقع والخلاء وينبت مخرج العشب
هل للمطر أب ومن ولد مآجل الطل. من بطن من خرج الجمد. صقيع السماء من ولده. كحجر صارت المياه. أختبأت. وتلكد وجه الغمر
هل تربط أنت عقد الثريا او تفك ربط الجبّار. أتخرج المنازل في اوقاتها وتهدي النعش مع بناته هل عرفت سنن السموات أو جعلت تسلطها على الارض. أترفع صوتك الى السحب فيغطيك فيض المياه. أترسل البروق فتذهب وتقول لك ها نحن. من وضع في الطخاء حكمة أو من أظهر في الشّهب فطنة. من يحصي الغيوم بالحكمة ومن يسكب ازقاق السموات إذ ينسبك التراب سبكا ويتلاصق المدر
اتصطاد للّبوة فريسة أم تشبع نفس الأشبال حين تجرمز في عريّسها وتجلس في عيصها للكمون. من يهيئ للغراب صيده إذ تنعب فراخه الى الله وتتردد لعدم القوت
أتعرف وقت ولادة وعول الصخور أو تلاحظ مخاض الأيائل. أتحسب الشهور التي تكملها أو تعلم ميقات ولادتهنّ. يبركن ويضعن أولادهنّ. يدفعن أوجاعهنّ. تبلغ أولادهنّ. تربو في البرية. تخرج ولا تعود اليهنّ
من سرّح الفراء حرّا ومن فكّ ربط حمار الوحش. الذي جعلت البرية بيته والسباخ مسكنه. يضحك على جمهور القرية. لا يسمع زجر السائق. دائرة الجبال مرعاه وعلى كل خضرة يفتش
أيرضى الثور الوحشي ان يخدمك ام يبيت عند معلفك. أتربط الثور الوحشي برباطه في التلم ام يمهد الاودية وراءك. أتثق به لان قوته عظيمة او تترك له تعبك. أتأتمنه انه يأتي بزرعك ويجمع الى بيدرك
جناح النعامة يرفرف. أفهو منكب رأوف ام ريش. لأنها تترك بيضها وتحميه في التراب وتنسى أن الرّجل تضغطه أو حيوان البر يدوسه. تقسو على أولادها كانها ليست لها. باطل تعبها بلا أسف. لأن الله قد أنساها الحكمة ولم يقسم لها فهما. عندما تحوذ نفسها إلى العلاء تضحك على الفرس وعلى راكبه
هل أنت تعطي الفرس قوته وتكسو عنقه عرفا أتوثبه كجرادة. نفخ منخره مرعب. يبحث في الوادي وينفز ببأس. يخرج للقاء الأسلحة. يضحك على الخوف ولا يرتاع ولا يرجع عن السيف. عليه تصل السهام وسنان الرمح والمزراق. في وثبه ورجزه يلتهم الأرض ولا يؤمن أنه صوت البوق. عند نفخ البوق يقول هه ومن بعيد يستروح القتال صياح القواد والهتاف
أمن فهمك يستقل العقاب وينشر جناحيه نحو الجنوب. أو بأمرك يحلّق النسر ويعلّي وكره. يسكن الصخر ويبيت على سن الصخر والمعقل. من هناك يتحسس قوته. تبصره عيناه من بعيد. فراخه تحسو الدم وحيثما تكن القتلى فهناك هو
فأجاب الرب أيوب فقال هل يخاصم القدير موبّخه أم المحاجّ الله يجاوبه فأجاب أيوب الرب وقال ها أنا حقير فماذا أجاوبك. وضعت يدي على فمي. مرة تكلمت فلا أجيب ومرتين فلا أزيد
فأجاب الرب أيوب من العاصفة فقال الآن شدّ حقويك كرجل. اسألك فتعلمني. لعلك تناقض حكمي. تستذنبني لكي تتبرر أنت. هل لك ذراع كما لله وبصوت مثل صوته ترعد. تزيّن الآن بالجلال والعزّ والبس المجد والبهاء. فرّق فيض غضبك وانظر كل متعظم واخفضه. انظر الى كل متعظم وذلّله ودس الأشرار في مكانهم. اطمرهم في التراب معا واحبس وجوههم في الظلام. فأنا أيضا احمدكلان يمينك تخلصك
هوذا بهيموث الذي صنعته معك. يأكل العشب مثل البقر. ها هي قوته في متنيه وشدته في عضل بطنه. يخفض ذنبه كارزة. عروق فخذيه مضفورة. عظامه أنابيب نحاس. جرمها حديد ممطول. هو أول أعمال الله. الذي صنعه أعطاه سيفه. لأن الجبال تخرج له مرعى وجميع وحوش البر تلعب هناك. تحت السدرات يضطجع في ستر القصب والغمقة. تظلله السدرات بظلها. يحيط به صفصاف السواقي. هوذا النهر يفيض فلا يفر هو. يطمئن ولو اندفق الاردن في فمه. هل يؤخذ من امامه. هل يثقب انفه بخزامة
أتصطاد لوياثان بشص أو تضغط لسانه بحبل. أتضع أسلة في خطمه أم تثقب فكّه بخزامة. أيكثر التضرعات إليك أم يتكلم معك باللين. هل يقطع معك عهدا فتتخذه عبدا مؤبدا. أتلعب معه كالعصفور او تربطه لاجل فتياتك. هل تحفر جماعة الصيادين لأجله حفرة او يقسمونه بين الكنعانيين. أتملأ جلده حرابا وراسه بإلال السمك. ضع يدك عليه. لا تعد تذكر القتال. هوذا الرجاء به كاذب. ألا يكبّ أيضا برؤيته. ليس من شجاع يوقظه فمن يقف إذا بوجهي. من تقدمني فاوفيه. ما تحت كل السموات هو لي
لا أسكت عن أعضائه وخبر قوته وبهجة عدّته. من يكشف وجه لبسه ومن يدنو من مثنى لجمته. من يفتح مصراعي فمه. دائرة اسنانه مرعبة. فخره مجان مانعة محكّمة مضغوطة بخاتم الواحد يمسّ الآخر فالريح لا تدخل بينها. كل منها ملتصق بصاحبه متلكّدة لا تنفصل. عطاسه يبعث نورا وعيناه كهدب الصبح. من فيه تخرج مصابيح. شرار نار تتطاير منه. من منخريه يخرج دخان كانه من قدر منفوخ أو من مرجل. نفسه يشعل جمرا ولهيب يخرج من فيه. في عنقه تبيت القوة وأمامه يدوس الهول. مطاوي لحمه متلاصقة مسبوكة عليه لا تتحرك. قلبه صلب كالحجر وقاس كالرحى. عند نهوضه تفزع الأقوياء. من المخاوف يتيهون سيف الذي يلحقه لا يقوم ولا رمح ولا مزراق ولا درع. يحسب الحديد كالتبن والنحاس كالعود النخر. لا يستفزّه نبل القوس. حجارة المقلاع ترجع عنه كالقش. يحسب المقمعة كقش ويضحك على اهتزاز الرمح. تحته قطع خزف حادة. يمدد نورجا على الطين. يجعل العمق يغلي كالقدر ويجعل البحر كقدر عطارة. يضيء السبيل وراءه فيحسب اللج اشيب. ليس له في الأرض نظير. صنع لعدم الخوف. يشرف على كل متعال. هو ملك على كل بني الكبرياء
فأجاب أيوب الرب فقال قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر. فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة. ولكني قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقي لم أعرفها. اسمع الآن وأنا أتكلم. أسألك فتعلمني. بسمع الاذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد
وكان بعدما تكلم الرب مع أيوب بهذا الكلام أن الرب قال لأليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك وعلى كلا صاحبيك لأنكم لم تقولوا فيّ الصواب كعبدي أيوب. والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا إلى عبدي أيوب واصعدوا محرقة لأجل أنفسكم وعبدي أيوب يصلي من أجلكم لأني أرفع وجهه لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم لأنكم لم تقولوا فيّ الصواب كعبدي أيوب. فذهب اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وفعلوا كما قال الرب لهم ورفع الرب وجه أيوب. ورد الرب سبي أيوب لما صلى لأجل أصحابه وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفا. فجاء اليه كل اخوته وكل أخواته وكل معارفه من قبل وأكلوا معه خبزا في بيته ورثوا له وعزّوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه وأعطاه كل منهم قسيطة واحدة وكل واحد قرطا من ذهب. وبارك الرب آخرة ايوب أكثر من أولاه وكان له أربعة عشر الفا من الغنم وستة آلاف من الإبل والف فدان من البقر والف اتان. وكان له سبعة بنين وثلاث بنات. وسمّى اسم الاولى يميمة واسم الثانية قصيعة واسم الثالثة قرن هفّوك. ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض واعطاهنّ أبوهنّ ميراثا بين اخوتهنّ. وعاش أيوب بعد هذا مئة وأربعين سنة ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال. ثم مات أيوب شيخا وشبعان الأيام
ايوب 38: 1-42: 17
تتصدى هذه القصيدة الطويلة لمشكلة هي من أعقد المشاكل وأعمقها في الحياة الإنسانية. جابه أيوب هذه المشكلة في نحو القرن العاشر قبل الميلاد وطرح على نفسه، كما طرح على الله، مجموعات من التساؤُلات التي تدور حول الألم، إذ كيف نفسر وجود الخطيئة واستشراء الألم على الرغم من وجود إله قادر على وضع حد نهائي لهما؟ يستهل هذا الكتاب بقصة الكوارث التي أحاقت بأيوب، ويعرض إلى خطب ثلاثة من رفاقه الذين قدموا لتعزيته وهم أليفاز وبلدد وصوفر. وقد حاول كل منهم أن يعلل أسباب ما أصاب أيوب من ألم من وجهة نظر مختلفة. وأراد شخص رابع يدعى أليهو أن يلخص الموقف وإذا به يقدم تعليلا رابعا لآلام أيوب. وأخيرا تكلم الرب نفسه مع أيوب، فأدرك أيوب أننا في حاجة إلى الله نفسه أكثر من حاجتنا إلى أجوبة وتعليلات لمشكلات الحياة. وينتهي الكتاب نهاية سعيدة إذ يُبريء الرب أيوب من قروحه وأَدوائه ويباركه ببركات مادية وروحية أَكثر مما كان يتمتع به قبل النكبة.
إن الغموض الذي يكتنف الوجود البشري والحاجة المطلقة إلى الثقة بالله يغلبان على هذا الكتاب. يفتقر الإنسان إلى المعرفة الكافية التي تعلل أسباب ما نقاسيه من أحداث أليمة ولماذا وقعت على الوجه الذي وقعت عليه. من الممكن أن نتخطى حدود إمكانياتنا البشرية بالإيمان بالله لأن الله يعرف أسباب ما يحدث ويحول كل شيء لخير الذين يحبونه. وعلينا أن نتعلم هذا الدرس العميق: لو فقدنا كل شيء ولم يبق معنا سوى الله فالله وحده يكفي لحياتنا.
وربما كانت تسميته بأربعاء أيوب، ترجع إلى سببين:
أ- كانت تُقرأ في هذا اليوم الصديق. وكله قصة ألم.
ب- للرموز التي يرمز بها أيوب الصديق في آلامه إلى المسيح. وهي كثيرة نذكر من بينها:
ا- تعرُّض أيوب الصديق إلى آلام تفوق الوصف، وكذلك المسيح.
2- كان أيوب رجلاً “كاملاً ومستقيماً..” بشهادة الله نفسه عنه. وكذلك كان المسيح (بصورة مطلقة طبعاً) والقياس مع الفارِق في كل التشبيهات.
3- حدثت تجربة أيوب بسبب حسد الشيطان له. وكذلك حدثت آلام المسيح بإيعاز من الشيطان، الذي دخل في قلب يهوذا، والذي دخل في قلوب باقي أعدائه.
4- أيوب جُرِح من أصحابه الثلاثة. والمسيح جُرِح في بيت أحبائه.
5- تجربة أيوب إنتهت بالخير، ورد له الله كل ما كان له ضِعفاً. والسيد المسيح إنتهى صلبه وموته بالقيامة المجيدة وبخلاص العالم كله
ونحن إذ نذكر آلام المسيح، وآلام أيوب الصديق، نتعزّى في كل ألم ونُعَزّي الآخرين أيضاً.
يجرَحُ ولكِنَّهُ يُضَمِّدُ، ويضربُ ويَداهُ تَشفيانِ.
أيوب 5
Discussion about this post