المفهوم الروحي لعيد الصعود
إن بركات الكنيسة التي أخذتها في صعود الرب تملئ قلوب المسيحيين بالرجاء وأفواه المؤمنين بالتسبيح والشكر للسيد المسيح الذي غلب بقيامته وصعد في مجده، ومن هذه البركات في هذا العيد المجيد ما يتضح:
في صعود السيد المسيح إعلان عن لاهوته، فالذي عاش بالجسد معنا على الأرض وهو يخفي لاهوته، اليوم يتمجد فوق الخليقة كلها، فهو إله بطبيعته أزلي في جوهره،
والذين ينكرون لاهوت المسيح ولا يعترفون أن الله جاء في الجسد بماذا يجاوبون عن صعوده، فإذ ونحن نعيد اليوم بهذا العيد المجيد نعترف أن يسوع المسيح هو رب المجد (في 2: 11).
وفي هذا اليوم توجت البشرية إذ أن السيد الذي شارك البشرية في طبيعتها وأخذ جسدا، اليوم صعد بهذا الجسد إلى المجد، ففي صعوده “دخل كسابق لأجلنا صائرا على رتبة ملكي صادق ورئيس كهنة إلى الأبد” (أف 1: 20-22)، فاليوم صعد إلى السماء، و أصعدنا معه.
وبصعود الرب إلى السماء لم نعد نرتبط بالأرض لقد أصبحنا سمائيين، لأنه صعد إلى السماء وهو يحملنا جميعا فيه “أنا فيهم وأنتم في ليكونوا مكملين إلى واحد” (يو 17: 23).
وفيه لم تعد طبيعتنا البشرية ساقطة لأن الرب أصعدها في هذا اليوم فصارت ذات كرامة بحلول السيد فيها ثم صارت ممجدة بعد قيامته وصعوده.
فالجسد الذي أخذه من القديسة مريم العذراء ومات على الصليب هو ذات الجسد الذي قام من الأموات وصعد إلى السموات،
وهو أيضا بذلك يعطي تأكيدا أنه لم يقم روحا فقط، ولكنه قام بجسده أيضا وهو الذي رآه التلاميذ يرتفع حتى غاب عن أعينهم.
في هذا العيد نبتهج بفرح إذ عاد التلاميذ إلى أورشليم بفرح عظيم، لقد وهب للكنيسة في هذا اليوم أن تنال فرحها بصعود الرب إلى السماء، ففي هذا العيد المجيد نبتهج ونحن لنا هذا الفرح في هذا اليوم.
فلنخرج مع التلاميذ إلى جبل الزيتون جبل الصلاة في اختلاء مع الرب، بعيدا عن العالم حينئذ نكون في مجال جاذبية السماء، ونثبت أعيننا في السماء حيث صعد الرب في مجده، ولنرفع قلوبنا نقية ونفوسنا في اشتياق ونسجد مع التلاميذ في الجبل المقدس، فنكون مع التلاميذ الذين رفع الرب يديه في هذا اليوم وباركهم ورجعوا بفرح عظيم آمين.
Discussion about this post