شخصيات من الكتاب المقدس
يعقوب
يَعْقوب
اسم عبري معناه (( يعقب، يمسك العقب، يحل محل )) وهو: 1- أحد الآباء الثلاثة الكبار للعبرانيين. وهو ابن اسحق ورفقة وتوأم عيسو. اشتق اسمه من الحادثة التي وقعت عند ولادته ( تك 25: 26 ). وكان أبوه حينئذ ساكناً عند بئر لحي رعي ( تك 24: 62 ). وكان عيسو صياداً ويعقوب يسكن الخيام ( تك 25: 27 ). وكان يعقوب أنانياً فاتخذ فرصة جوع أخيه عيسو فاشترى منه بكوريته ( تك 25: 29- 34 ). أما اسحق فكان يحب عيسو أكثر من يعقوب نظراً لحماسته فلما قارب الموت أراد أن يباركه، غير أن رفقة التي أحبت يعقوب أكثر من عيسو احتالت مع يعقوب، فغشا اسحق، واخذ يعقوب بركة أبيه بدلاً من عيسو ( تك ص 27 ). استشاط عيسو غضباً بسبب هذه الحادثة فخافة رفقة أن يقتل يعقوب، أو أن يهرب يعقوب فيتزوج بإحدى بنات حث، فأخبرت يعقوباً عما يساورها، فدعا يعقوب اسحق وباركه ثانية وأرسله إلى فدان ارام إلى لابان، أخي رفقة. ومع أنه اختلس البكورية، فقد أصبح وارث المواعيد. ولكن الله لا يترك الخطيئة دون عقاب، فنال يعقوب عقابه بسبب خداعه إذ لقنه الله درساً قاسياً وقاده في طريق وعرة محفوفة بالعناء والألم. ولما كان يعقوب، على الرغم من أخطائه ذا تقوى فقد افتقده الله عند بيت ايل، وأراه رؤية مجيدة، ووعده أن يعطيه الأرض، التي كان متغرباً فيها. وعندما استيقظ من نومه نذر ذاته للرب ( تك ص 28 ). وعندما وصل إلى أرض لابان وجد راحيل على البئر فأحبها، وخدم بها لابان سبع سنين، حتى إذا ما حان وقت الزواج احتال عليه لابان وزوجه بليئة. ثم خدم سبع سنين أخرى بالأجرة. وبواسطة الحيلة التي دبرها فاق غناه غنى لابان. وفي أثناء خدمته للابان ولد له من امرأتيه وسريتيه أحد عشر ابناً وابنة ( تك ص 31 ). وبعدما فارقه لابان ارتحل نحو فلسطين. وعندما قارب مساكن عيسو أرسل يستخبر عن أخيه، فأخبر أنه آت لملاقاته، فتملكه الخوف، وقسم قومه إلى فرقتين وأرسل بهدية فاخرة إلى عيسو. وبعدما أجاز عائلته كلها بقي هو عند نهر يبوق ( وادي زرقا )، فصارعه إنسان حتى طلوع الفجر وانخلع فخذه. وقبل أن يطلقه باركه وقال له: (( لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت )). ودعا يعقوب اسم المكان فنيئيل أي وجه الله، لأنه قال: (( إني نظرت الله وجهاً لوجه ونجيت نفسي )). ( تك 32: 22- 32 قابل الاسماء في تك 33: 20 وهو 12: 4 ). وكانت هذه الحادثة نقطة تحول في حياة يعقوب. فقد كان حتى الآن معتمداً على قوته ودهائه ونجاحه. فتعلم الآن أن قوته كلا شيء في مصارعة الله، وأن عليه أن يستعين بالصلاة ليفوز بالبركة التي لا مندوحة له عنها. وقبلما عبر الأردن التقى بأخيه فطلب عفوه بسبب ما ألحقه به فجعله يهيم على وجهه ردحاً من الزمن. ثم افترقا الأخوان، فانطلق عيسو إلى أراضيه في جبل سعير ( ادوم )، واتجه يعقوب إلى أرض كنعان ( تك 33: 1- 18 ). واشترى أرضاً عند شكيم نصب فيها خيمته، وأقام هناك مذبحاً ( ص 33: 18- 20 ). فأذل شكيم ابن حمور رئيس الأرض، دينة ابنة يعقوب من ليئة، فغضب عليه بنو يعقوب، ومع انه أراد أن يتزوج بها ويصالح أهل يعقوب، احتال بنو يعقوب وأخذوا المدينة وكل ما فيها وقتلو حمور وشكيم. فنقم عليهم لذلك أهل تلك المقاطعة، فالتزم يعقوب أن يرحل إلى الجنوب ( تك ص 34 ). وأتى إلى لوزاي بيت ايل. فماتت دبورة ودفنت هناك ( ص 35: 6- 8 ). وهناك ظهر له الله ثانية كما ظهر له وهو في طريقه إلى فدان ارام ( ص 35: 9- 15 و 28: 10- 22 ). مؤكداً له تغيير اسمه إلى إسرائيل، والعهد الذي أقامه مع إبراهيم. وعندما اتي افراته ( بيت لحم ) وهو في طريقه إلى حبرون ولد ابنه الثاني عشر والأخير بنيامين، وماتت زوجته راحيل ( ص 35: 16- 20 ). ثم ارتحل إلى حبرون وقابل أباه اسحاق. ومات اسحاق بعد ذلك التاريخ بنحو 23 سنة. ودفنه عيسو ويعقوب ( ص 35: 28 و 29 ). وأما عن علاقته بابنه يوسف فانظر (( يوسف )). وكان عمره 130 سنة عندما ذهب إلى مصر ( ص 47: 9 ). وعاش هناك 17 سنة. وقبل موته بارك أولاً أولاد يوسف، ثم جميع أولاده. وكان عمره عند وفاته 147 سنة. وحنط أطباء مصر جثته. وجاء بها يوسف وأخوته إلى حبرون في موكب مطهم ودفنوها في مغارة مكيفلة ( تك 50: 1- 14 ). وكانت ليعقوب نقائض ظاهرة في طباعه دفعته إلى ارتكاب أخطاء فاحشة كان يجب أن يتحمل مغباتها ونتائجها. ولشد ما لوعه فقدان يوسف. وقد اعترف في أواخر حياته ضمناً بأخطائه، وإخفاقه في السير أمام الله. ولكنه في النهاية أدرك سر النعمة الإلهية ( تك ص 48: 15 و 16 ). واستمد قوة من إيمانه الثابت بالله ( تك 48: 21 و عب 11: 21 ). ويطلق اسمه يعقوب وإسرائيل على كامل أمته ( تث 33: 10 و مز 14: 7 و 22: 23 و 105: 6 و 135: 4 و مي 7: 20 ). أما بئر يعقوب فإنها تبعد حوالي نصف ميل من قرية عسكر، التي يظن انها سوخار قرب الأرض، التي أعطاها يعقوب لابنه يوسف وهي على بعد ميلين تقريباً إلى الجنوب الشرقي من نابلس ( شكيم ) في ثغر الوادي عند قدم جبل جرزيم مقابل جبال عيبال ( تك 18 الخ ويش 24: و 32 و يو 4: 5- 42 ). وهي العين التي عندها جرى حديث المسيح مع المرأة السامرية ( يو 4: 5- 26 ). ويبلغ عمقها حوالي 75 قدماً. وكانت قديماً اعمق مما هي الآن وماؤها صاف عذب ( اطلب (( بئر يعقوب )) ). 2- يعقوب الكبير: ابن زبدي وأحد الاثني عشر والأخ الأكبر ليوحنا الرسول ( مت 4: 21 ). وكان والدهما موفقاً في عمله في الجليل ( مر 1: 19 و 20 ). وكانت سالومة أمهما أخت أم يسوع ( قابل مت 27: 56 و مر 15: 40 و يو 19: 25 ). فهو ابن خالة يسوع. وقد ترك مهنة الصيد وتبع يسوع ( لو 5: 10 و مت 4: 21 و 22 مر 1: 19- 20 ). ويذكره الإنجيل دائماً مع يوحنا رفيقه في العمل ( مت 10: 2 و مر 3: 17 و لو 6: 14 ). وكان الاثنان صنوان في الطبع والمزاج ( مر 10: 35- 45 ). وهذا ما كان يعينه يسوع على لقبهما بابني الرعد ( مر 3: 17 ). وكان لهما مقام خاص عند يسوع، فكانا معه مع بطرس عند إقامة ابنة يايرس، وعند التجلي، وعند جهاده في جشيماني ( مت 17: 1 و مر 9: 28 و مت 26: 37 و مر 14: 33 ). ونجده بعد الصلب مع غيره من الرسل في الجليل ( يو 21: 2 ). وفي أورشليم ( اع 1: 13 ). وختم شهادته بالموت، لأن هيرودس اغريباس الأول أمر بقطع رأسه ( اع 12: 2 ). وكان ذلك على الأرجح سنة 44. وبذلك كان أول الرسل الذين ختموا حياتهم بدم شهادتهم. 3- يعقوب الصغير ابن حلفى وأحد الاثني عشر أيضاً ( مت 10: 3 و مر 3: 18 و لو 6: 15 و اع 1: 13 ). ولسنا نعرف عنه أكثر من ذلك معرفة أكيدة. ومن الطبيعي أن يكون يعقوب المذكور في مت 27: 56 و مر 15: 40 و 16: 1 و لو 24: 10 ). ولربما لقب (( بالصغير )) نظراً لصغر قيمته ( مر 15: 40 ) وأمه مريم كانت إحدى النساء اللواتي رافقن المسيح. أخوه يوسي. ولربما كان لاوي، أي متى ابن حلفى المذكور في مرقس 2: 14 أخاً آخر له. ولكن مما لاشك فيه أن يعقوب هذا كان من عائلة مسيحية معروفة. 4- يعقوب (( أخو الرب )) ( مت 23: 55 و مر 6: 3 ). كان رأس الكنيسة في أورشليم في العصر الرسولي ( اع 12: 17 و 15: 13 و 21: 18 و غل 2: 9 و 12 ). ذكر مرتين في الإنجيل ( مت 12: 55 و مر 6: 3 ). وكان يلقب (( بالبار )) بسبب شدة غيرته على الشريعة. وكان موقفه من المسيح في حياته على الأرض كموقف أخوته، فلم يؤمن به ( مت 12: 46- 50 و مر 3: 31- 35 و لو 8: 19- 21 و يو 7: 3- 5 ). وقد تضاربت الأقوال في حقيقة نسبة هؤلاء الأخوة إليه: فمن قائل أنهم أبناء يوسف من زوجة كانت له قبل مريم، ومن قائل أنهم أولاد أخت لمريم. أو أولاد أخ يوسف، وهؤلاء في عرف اليهود وفي لغتهم يحسبون أخوة. ومن قائل غنهم أخوة يسوع من يوسف ومن مريم، وبعد (( ولادة ابنها البكر )) استناداً إلى بعض الأقوال، كالقول: (( لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر )). والقول (( ابنها البكر )) الخ. ولسنا نعلم بالضبط متى وكيف تغير يعقوب واهتدى وصار (( عبداً للمسيح )) ( اع 1: 14 و يع 1: 1 ). ويعقوب اقتيد إلى الإيمان بظهور خاص ظهره له المسيح بعد قيامته ( 1 كو 15: 7 ). وكانت ليعقوب مكانة مرموقة في أورشليم عندما زارها بولس للمرة الأولى بعد اهتدائه سنة 37، فذكره مع بطرس ( غل 1: 19 ). وكان رئيس المجمع الرسولي، وأزال الانشقاق بين المتنصرين من اليهود والأمم ( اع ص 15 و غل ص 3 ). فكان بذلك وسيطاً بين النظام القديم والنظام الجديد. ولازم التقاليد اليهودية وخدمة الهيكل طالما كان له رجاء بإدخال الأمة اليهودية بأسرها إلى ديانة المسيح. ولكن المتطرفين من اليهود حكموا عليه وقتلوه رجماً. وكان ذلك على ما يرجح حوالي سنة 62 مسيحية.
No Result
View All Result
Discussion about this post