وكان كلاهما بارَّين أمام الله
يَقِفْ زَكَرِيَّا الكَاهِن بِقَلْب مَكْسُور أمَام الله وَرَغْم كُلَّ بِر زَكَرِيَّا إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَشْعُر بِإِنْكِسَار لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ أوْلاَدٌ .. الكِتَاب يَشْهَدٌ لَهُ أنَّهُ بَار ..
﴿ وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ ﴾( لو 1 : 6 )
شِهَادِة الإِنْجِيل هي شِهَادِة السَّمَاء , مُمْكِنْ إِنْسَان يَشْهَدٌ لَهُ النَّاس أوْ يَشْهَدٌ لِنَفْسُه
لكِنْ أنْ تَشْهَدٌ لَهُ السَّمَاء فَهذَا هُوَ المَطْلُوب
ومع كونهما بارين أنهما كانا محرومين من الأطفال، فليس معنى أن أكون باراً أمام الله أن على الله أن يستجيب كل طلباتي. فهو وحده يعرف أين الصالح. ومتى وكيف وأين يستجيب لطلباتي.
ومع ذلك زَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ يَقِفْ أمَام الله مَكْسُور .. فِي عِينْ الله بَار لكِنْ فِي عِينْ النَّاس غِير بَار .. هَلْ تَعْلَمْ لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ كَانَتْ تُوْجَدٌ قَاعِدَة فِي العَهْد القَدِيم أنَّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أوْلاَدٌ يَكُون الله غَاضِبْ عَلِيه لأِنَّهُ جُلِبَتْ عَلِيه لَعْنَة لأِنَّ الله كان قَد وعَدَ إِبْرَاهِيم بِالبَرَكَة ,و أنَّهُ يَنْمُو وَيَكْثُر وَيَمْلأ الأرْض
وَعِنْدَمَا لاَ تَكُون بِك هذِهِ النِّعْمَة تَكُون أنْتَ شَخْص مَلْعُون .. تَخَيَّلْ زَكَرِيَّا الكَاهِن البَّار فِي عَيْنَيَّ النَّاس التي تَحْتَقِرُه لأِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أوْلاَدٌ .. وَلِنَرَى مَاذَا يَقُول النَّاس وَمَاذَا يَقُول الله ؟ .. لِذلِك قَالَتْ ألِيصَابَات بِصَرَاحَة
﴿ هكَذَا قَدْ فَعَلَ بِي الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ لِيَنْزَعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ ﴾ ( لو 1 : 25 )
عَارٌ أنَّ لَيْسَ لَهَا أوْلاَدٌ
مَعْنَاه فِي العَهْد القَدِيم أنَّ المَسِيَّا يَرْفُض أنْ يَأتِي مِنْ نَسْلُه .. لِذلِك العُقْم فِي العَهْد القَدِيم كَانَ عَلاَمِة نَزْع البَرَكَة
تَخَيَّلْ رَأي النَّاس وَرَأي الله
نِسْأل .. لِمَاذَا يَا الله أنْتَ مُتَمَهِلْ عَلَى زَكَرِيَّا ؟
يَقُول لأِنِّي أُعِدٌ لَهُ هِدِيَّة قَيِّمَة وَكَبِيرَة ..أُرِيدْ لَهُ إِبْن لاَ يَكُون مِثْل أي إِبْن , أنَا أُرِيدُه أنْ يَكُون هُوَ السَّابِقٌ لِلسَيِّد الْمَسِيح لِذلِك أنَا سَأُعْطِيه إِبْن قَبْل الْمَسِيح لِيُعِدٌ لَهُ.
﴿ لِأَنَّه سيَكونُ عَظيماً أَمامَ الرَّبّ، ولَن يَشرَبَ خَمراً ولا مُسكِراً، و يَمتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُس و هوَ في بَطْنِ أُمِّه ، ويَرُدُّ كَثيراً مِن بَني إِسرائيلَ إِلى الرَّبِّ إلهِهِم و يَسيرُ أَمامَه و فيهِ رُوحُ إيليَّا وَ قُوَّتُه ، لِيَعطِفَ بِقُلوبِ الآباءِ على الأبناء و يَهْديَ العُصاةَ إلى حِكمَةِ الأَبرار ، فَيُعِدَّ لِلرَّبِّ شَعباً مُتأَهِّباً ﴾
مَنْ يَفْهَمْ أحْكَام الله ؟
مَنْ يَفْهَمْ تَأنِّي الله ؟
مَتَى تُعْطِنِي يَا الله ؟
فِي الوَقْت المُنَاسِبْ وَبِالطَّرِيقَة المُنَاسِبَة ..
فقط إِنْتَظِرني أنا الرَّبّ الإله
و بعدما بشر الملاك زكريا
قَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاك : ” بِمَاذَا أَعْرِفُ هـذَا؟ فإِنِّي أَنَا شَيْخٌ ، وامْرَأَتي قَدْ طَعَنَتْ في أَيَّامِهَا!”.
فأَجَابَ الـمَلاكُ وقالَ لهُ: “أَنَا هُوَ جِبْرَائِيلُ الوَاقِفُ في حَضْرَةِ الله، وقَدْ أُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وأُبَشِّرَكَ بِهـذَا.
وهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا، لا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّم، حَتَّى اليَوْمِ الَّذي يَحْدُثُ فِيهِ ذـلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِكَلامِي الَّذي سَيَتِمُّ في أَوَانِهِ “.
كيف أعلم = أي يطلب علامة. فزكريا لم يصدق كلام الملاك بالرغم من هذه الرؤيا الواضحة لقد وصل زكريا إلى حالة من اليأس والانحصار في ذاته فلم يفرح بالبشارة ولا سبح الرب أو شكره , ولا أدرك أن هناك مخلصاً على الأبواب.
فكان عقاب الله لزكريا هو الصمت ليتأمل في كلام الملاك جبرائيل الذي جاء يحمل الوعد الإلهي وبيشر بالفرح و يحمل معه التأديب أيضاً الذي هو جزاء الشك و الانحصار و الالتفاف حول الذات دون الانفتاح على الخالق.
فالله في أُبوتِهِ يمنح تعزيات وفي أُبوتِهِ يُؤدِب أيضاً
اخوتي الأحباء:
إن السيد المسيح هو رجاء من لا رجاء له
زكريا شك في كلام الله و نحن ايضآ نشك في مسيرتنا اليومية عندما نظن أن الله لايستجيب طلباتنا , هل نقطع الرجاء و يسيطر الشك و الألم على قلوبنا ؟ أم نتشبث بايماننا ونكون حاضرين أمام الله من خلال الصلاة وسماع إنجيله المقدس و المواظبة على تناول جسده الطاهر و دمه القدوس.
إن طالت آلامنا هل نقطع الأمل و الرجاء !!؟
Discussion about this post