المسيح ابن الآب
همسات روحية
لنيافة الأنبا رافائيل
يتساءل البعض..
لماذا يُسمى السيد المسيح ابن الآب؟ وهل بنوته للآب كمثل بنوتنا نحن لله؟
المسيح هو ابن الآب لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور، كما قيل في الآية المُقدَّسة “كُلُّ مَنْ يُحِبُّ الوالِدَ يُحِبُّ المَوْلودَ مِنهُ أيضًا” (1يو5: 1).
والتعبير (مولود) يعني أن الابن خارج من الآب بطريقة يسميها الوحي المقدس (الولادة)، أما الروح القدس فهو خارج من الآب بطريقة أخرى اسمها (الانبثاق). وردت في (يو15: 26).
وولادة الابن من الآب هي ولادة مستمرة وبدون انفصال، ولذلك قال السيد المسيح:
+ “ألستَ تؤمِنُ أني أنا في الآبِ والآبَ فيَّ؟ ……. صَدقوني أني في الآبِ والآبَ فيَّ” (يو14: 10، 11).
+ “لكَيْ تعرِفوا وتؤمِنوا أنَّ الآبَ فيَّ وأنا فيهِ” (يو10: 38).
+ “في ذلكَ اليومِ تعلَمونَ أني أنا في أبي، وأنتُمْ فيَّ، وأنا فيكُم” (يو14: 20).
+ “ليكونَ الجميعُ واحِدًا، كما أنَّكَ أنتَ أيُّها الآبُ فيَّ وأنا فيكَ، ليكونوا هُم أيضًا واحِدًا فينا، ليؤمِنَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتني” (يو17: 21).
+ “أنا فيهِمْ وأنتَ فيَّ ليكونوا مُكَمَّلينَ إلَى واحِدٍ، وليَعلَمَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتني، وأحبَبتَهُمْ كما أحبَبتَني” (يو17: 23).
وولادة الابن من الآب لم تكن تستلزم زواجًا (حاشا)، لأن الآب ليس عاجزًا عن ولادة الابن، ولا يحتاج إلى آخر يساعده.. بل الابن مولود من الآب قبل الدهور.
ولا يوجد فارق زمني بين الآب والابن، لأنه الآب كائن منذ الأزل، وهو آب منذ الأزل، لذلك فله ابن أيضًا منذ الأزل.. لأن الله لا يتغير.
+ “في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ. هذا كانَ في البَدءِ عِندَ اللهِ” (يو1: 1-2).
+ “الرَّبُّ قَناني أوَّلَ طريقِهِ، مِنْ قَبلِ أعمالِهِ، منذُ القِدَمِ. منذُ الأزَلِ مُسِحتُ، منذُ البَدءِ، منذُ أوائلِ الأرضِ” (أم8: 22-23).
+ “الذي هو قَبلَ كُل شَيءٍ، وفيهِ يَقومُ الكُلُّ” (كو1: 17).
+ “والآنَ مَجدني أنتَ أيُّها الآبُ عِندَ ذاتِكَ بالمَجدِ الذي كانَ لي عِندَكَ قَبلَ كونِ العالَمِ” (يو17: 5).
فالسيد المسيح كائن في الآب ومعه منذ الأزل، ومساو له في الجوهر والألوهة، ولأنه غير منفصل عن الآب والروح القدس فلذلك للثلاثة أقانيم جوهر واحد ولاهوت واحد، وهم الله الواحد.
+ “لكن لنا إلهٌ واحِدٌ: الآبُ الذي مِنهُ جميعُ الأشياءِ، ونَحنُ لهُ. ورَبٌّ واحِدٌ: يَسوعُ المَسيحُ، الذي بهِ جميعُ الأشياءِ، ونَحنُ بهِ” (1كو8: 6).
+ “فإنَّ الذينَ يَشهَدونَ في السماءِ هُم ثَلاثَةٌ: الآبُ، والكلِمَةُ، والرّوحُ القُدُسُ. وهؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم واحِدٌ” (1يو5: 7).
والسيد المسيح خارج من الآب يحمل نفس جوهر الآب.. فالبشر يلدون بشرًا، وكل كائن يلد كائنًا آخر من نفس النوع، لذلك فالابن المولود من الآب (الله) هو أيضًا (الله)، ولكن الفرق هنا أن الآب والابن المولود منه ليسا شخصان منفصلان، وإلاَّ وقعنا في تعدّد الآلهة، بل هما أقنومان متحدان بدون انفصال منذ الأزل وإلى الأبد، ولهما روح واحد هو الأقنوم الثالث “الروح القدس”.
لذلك نهتف في الكنيسة: “واحد هو الآب القدوس.. واحد هو الابن القدوس.. واحد هو الروح القدس”.
فلنا آب واحد له ابن وحيد، والاثنان لهما روح واحد.. لذلك فهُم إله واحد، نسجد له في وحدانية الجوهر
No Result
View All Result
Discussion about this post